كاميرات المراقبة الداخلية بمركز “ويست غيت” التجاري في نيروبي، كانت الشهر الماضي ترصد بعدساتها المقتلة الدموية التي ارتكبها عناصر من “حركة الشباب” الصومالية، فصورتهم منذ دشن المجزرة عنصر منهم عند باب المركز التجاري المكتظ بالرواد.
أطلق العنصر الرصاص على “عامل الصندوق” بالمركز و”كوّمه” كالدجاجة المذبوحة جريحاً يئن على الأرض، وبعده أمعن هو ورفاقه قتلاً في رواده والعاملين فيه، وجرحوا ودمروا وخرّبوا ودخلوا بعراك مع الشرطة الكينية حتى انهار “ويست غيت” بالكامل.
أما ما التقطته العدسات فبقي مقتصراً على الأمن الكيني إلى أن حصلت عليه “سي إن إن” وجمعته في أول فيديو بثته الخميس، وعنها تبثه “العربية.نت” الخميس أيضاً.
نرى في الشريط عنصراً آخر من “الشباب” يقترب مرتدياً قميصاً أسود من عامل الصندوق المرتمي ألماً على الأرض، ثم تنقطع اللقطة عمداً من “سي إن إن” على ما يبدو، كي لا يرى المشاهد العامل الشاب وقد رماه المهاجم المسلح بزخة رصاص أردته قتيلاً.
وتابعت العدسات ترصد “الشباب” يتجولون داخل “ويست غيت” ويطلقون الرصاص على أي إنسان تقع عليه العين الإرهابية، مقابل لقطات أخرى تظهر لمذعورين من رواد وموظفين هرعوا راكضين في الممرات والمساحات، ومعظمهم “انبطح” أرضاً من شدة الارتباك والخوف وراح يزحف مقترباً من أي موقع آمن.
واللقطة التي اختارتها “العربية.نت” كمثيرة للاهتمام الأمني في الفيديو البالغة مدته دقيقتان و23 ثانية، هي لمهاجم بدا يتحدث من هاتفه النقال مع أحدهم في الخارج، ربما في كينيا أو الصومال، ويتلقى منه تعليمات وأوامر، أو ربما ليبلغه بحصيلة التقتيل داخل “ويست غيت” المنكوب بمن قضوا في مجزرة حصدت 68 من رواده والعاملين فيه.
بعده نرى لقطة غريبة: اثنان من المهاجمين، أحدهما بقميص أزرق وعلى عنقه وشاح أسود، جلس ليرتاح من التقتيل. أما الثاني فظهر خلفه وقد وضع سلاحه جانباً وراح يصلي. ثم ينتهي الفيديو بمراهقة يبدو أن إحدى الرصاصات أدمتها وهي تسير رافعة اليدين وخلفها أحد “الشباب” يقودها إلى ما لا ندري ما قرر بشأنها.