لا شك أن سائقي السيارات العمومية يشكلون “مادة يومية” لسكان باريس وفرنسا عامة. لعل هذا ما دفع العاصمة الفرنسية إلى احتضان أول مدرسة لتلك الشريحة من العاملين. ففي تلك المدرسة يتعلم السائقون اللباقة وطرق التعامل مع زبائنهم، ويحضر التلميذ أو السائق حصصاً نظريةً عن سلامة المسافر، وكذلك يتلقى دروساً في اللغات الأجنبية حتى يتمكن من التحدث إلى زبائنه، كما يتعلم طرق استقبال الزبون قبل الصعود إلى المركبة.
وفي هذا السياق، يقول فيفيان، أحد تلاميذ المدرسة إنه يتعلم اللغة الإنجليزية لكي يستطيع التكلم مع زبائنه الأجانب، إذ يعتقد أنه من الطبيعي تعلم اللباقة واحترام المسافر وكذلك سلامته كتذكيره بربط حزام الأمان على صعيد المثال.
إلى ذلك، يتلقى التلميذ دروساً تطبيقيةٌ، إذ يتعلم كيفيةَ القيادة السلسة واحترام قوانين السير وطريقةَ التحدث إلى زبائنه أثناء القيادة، وكذلك معرفةَ تجنب الاختناقات المرورية في مدينة مزدحمة كباريس، وأخيرا حفظ معظم عناوين معالم العاصمة الفرنسية.
ومن أمثلة اللباقة التي يتعلمها السائق، أن يترك للزبون حرية اختيار التحدث إليه، ويسأله عند ركوبه السيارة إذا كانت درجة حراره المقصورة تناسبه ويقترح عليه اختيار سماع الموسيقى التي يحب.