استشهد الإعلامي المصري، أحمد موسى، في برنامجه على قناة صدى البلد، تصريحات قال فيها إن الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، برر العمليات الانتحارية التي يقوم بها الفرد بتفجير نفسه ولكن يشترط فيها وجود “طلب من الجماعة” على حد تعبيره.
https://www.youtube.com/watch?v=rEPX04FHXcI
ورد القرضاوي في بيان صادر عن مكتبه، الاثنين، حيث جاء فيه: “أذاعت القنوات المؤيدة للانقلاب تسجيلا مصورا مجتزأ للعلامة القرضاوي، عن العمليات الاستشهادية، محاولة الإيهام بأن فضيلته يتحدث فيه عن مصر، وهو كذب وافتراء لا شك فيه، فتاريخ هذا الفيديو يرجع إلى (2013-03-21)، حيث لم يكن الانقلاب العسكري قد وقع في مصر بعد.”
وتابع البيان: “من يتابع تصريحات فضيلة الشيخ وبياناته، يجده يشدد على سلمية الثورة، ويحيى الثوار الأحرار لتمسكهم بها، رغم ما يلاقونه من قتل، وتعذيب، وانتهاك، واعتقال تشيب لها الولدان، وليس عجيبا أن يشترك في هذه الحملة، بعض علماء السلطان، الذين فضحهم الله، ولفظهم الناس؛ لمساندتهم الظلم، ووقوفهم مع الباطل، ونكوصهم عن الحق.”
ولفت البيان إلى أن حكم “العمليات الاستشهادية” فصله القرضاوي في كتابه، فقه الجهاد، وختم كلامه عنه بهذين التنبيهين المهمين: “التنبيه الأول: أننا أجزنا هذه العمليات للإخوة في فلسطين لظروفهم الخاصَّة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحُرماتهم، وهي التي اضْطرَّتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات، إذ لم يجدوا بديلًا عنها، ولم نُجِز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضدَّ المسلمين بعضهم وبعض، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها؛ هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعًا.”
وأردف البيان: “التنبيه الثاني: أنَّ الإخوة في فلسطين قد أغناهم الله عن هذه العمليات، بما مكَّنهم من الحصول على صواريخ تضرب في عُمق إسرائيل نفسها، وإن لم تبلغ مبلغ الصواريخ الإسرائيلية، ولكنها أصبحت تؤذيهم وتقلقهم وتزعجهم، فلم يعد إذن المعوّل على العمليات الاستشهادية، كما كان الأمر من قبل، فلكلِّ حالة حكمها، ولكلِّ مقام مقال. والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال) انتهى من فقه الجهاد.”
وألقى البيان الضوء على أن “رأي فضيلة الشيخ الذي ارتآه حينها، لم يكن رأيه وحده، بل معه عشرات العلماء الأثبات، ومنهم شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وصفها بأنها: (دفاع عن النفس ونوع من الشهادة؛ لأن جزاء سيئة سيئة مثلها، وما تقوم به إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية يدفع أي مسلم للانتقام والدفاع عن النفس، من فجَر نفسه في عدو من الجيش الإسرائيلي لرد اعتداء العدو الإسرائيلي، ولم يكن له وسيلة لرد الاعتداء سوى تفجير نفسه فهو شهيد، شهيد، شهيد) وإن قيل إنه رجع عن موقفه بعد ذلك لأمور لا تخفى.”