وسيلة استقر عليها مجموعة من الهواة ليذكروا الشباب بهويتهم العربية، فقد كان لانتشار الكلمات الأجنبية في ملابس الشباب، دافعاً لهم لابتكار الفكرة، وذلك عن طريق تزيين الملابس بعبارات من الثقافة العربية، حيث تحولت الفكرة من وسيلة تعبير إلى تصاميم وملابس لاقت إقبالا متزايدا من الشباب السعودي.
تقوم فكرة “تي شيرت” العربي على طباعة الكلمات والشعارات ذات الطابع الدلالي، يقول احمد الغامدي، أحد العاملين في هذا المجال، إن “الرسائل والعبارات التي تطبع على الملابس، يحملها الشباب في صدورهم ويتحركون فيها بين الناس، فتصل لأكبر عدد ممكن، ومن خلالها يتذكر الشباب لغتهم، وهذا هو أحد أبرز أهداف “تي شيرتات” العربية.
وقال الغامدي في حديثه لـ “العربية.نت” إن “بعض الشباب، يرتدون ملابس لا يفهمون المكتوب عليها لمجرد أنها مكتوبة بلغات أجنبية، ويتفاخرون بلبسها رغم أنها أحيانا تعبر عن عبارات بذيئة وخارجة عن القيم، لذلك كان لابد من وجود بديل مناسب يجمع بين الهوية العربية والموضة الحديثة”.
البيئة العربية
من جهته، قال وليد العمودي، أحد أعضاء فريق مجموعة (كلمة) أول ماركة سعودية لـ “تي شيرت” العربي، إن “كل شعار في هذه الملابس يدرس بعناية، فهو ليس مجرد تصميم على قطعة ملابس وإنما رسالة”. مضيفا، أن “هناك إقبالا كبيرا من الشباب السعودي على هذه الملابس، كما أن هناك طلبا لإيجاد مقاسات للأطفال وأخرى تناسب فصل الشتاء“.
وأوضح وليد، أن “الشعارات المطبوعة على “تي شيرت” لم تقتصر على الأحرف العربية، بل امتدت إلي الرموز العربية التي لا نهاية لأشكالها وتصميماتها، كالدلة والصحراء والنخل والبرقع، وغيرها من الوجوه المستوحاة من تفاصيل البيئة العربية والتي من شأنها أن تساهم في التصدي للغريب وتذكير الشباب ببيئتهم وتسترجع الإحساس بالهوية.
تجدر الإشارة، إلى أن ظاهرة الكتابة العربية على الملابس، ظهرت لأول مرة في العام 2004م، وذلك إبان أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث برزت موضة “تي شيرتات” مكتوب عليها (أنا أحب نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام) باللغتين العربية والإنجليزية.
وانتقلت هذه الظاهرة بعدها إلى مشاريع تجارية صنعت أزياء واكسسوارات بالخط الكوفي والرقعة والنسخ والعثماني والعربي، ولكن الكوفي والعربي يعتبران من أكثر الخطوط المستخدمة فيما يعتبر القطن من أكثر الخامات التي تظهر فيها الكتابة بشكل جميل.