نقلت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الأحد، نحو 200 من كبار السن والمرضى الإيزيديين إلى محافظة دهوك بعد إطلاق سراحهم من قبل تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين، ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن بعضهم رحلة معاناتهم خلال أسرهم من قبل التنظيم المتطرف.
وقالت خاتو أولو (70 سنة)، إنها “بعد معاناة ومشقة تمكنت مع أقرانها من الوصول إلى نقطة (مكتب خالد) الفاصلة بين قوات البيشمركة ومسلحي داعش بالقرب من كركوك”. وأضافت هذه السيدة التي بدا على وجهها التعب: “اعتقلنا من قبل داعش في أغسطس من العام الماضي عندما هاجموا مجمعنا التابع لقضاء سنجار، وأخذوا شبابنا ورجالنا إلى مكان مجهول ولا نعلم مصيرهم لحد الآن”.
وتابعت “أما نحن النساء والأطفال والفتيات فأخذونا إلى قضاء تلعفر (غرب الموصل)، كان عددنا 20 فردا، وتم سجننا نحن النساء في مدرسة، ثم نقلونا إلى سجن بادوش (قرب الموصل) حيث بقينا عدة أيام، ومن ثم أعادونا إلى تلعفر مرة أخرى، وبقينا هناك نحو شهرين، كانوا يعتدون علينا يوميا، ويغتصبون الفتيات والنساء، كانوا يمنعون عنا الطعام لأيام، واقترفوا بحقنا جرائم بشعة كثيرة”.
وتابعت أولو: “بعدها نقلونا إلى الموصل حيث أخذوا فتياتنا ونساءنا الشابات والأطفال والشباب إلى سوريا، وأبقونا نحن المسنين فقط. أخذوا بناتي الاثنتين مع أطفالهما. التنظيم أخذ 9 فتيات ونساء وأطفالا من عائلتي إلى سوريا ولا أعرف مصيرهم”.
وقبل إطلاق سراحهم وحسب أحاديث بعض المفرج عنهم، فإن التنظيم المتطرف أخذهم في البداية باتجاه الحدود العراقية – السورية، ومن ثم غيروا الوجهة وعاد بهم إلى خط التماس بين التنظيم وقوات البيشمركة بالقرب من محافظة كركوك.
وكانت ناحية ألتون كوبري (35 كلم جنوب أربيل) المحطة الأولى لهؤلاء الإيزيديين بعد دخولهم إلى محافظة كركوك، ويعاني الكثير من المفرج عنهم حالات مرضية، غالبيتها كانت أمراضا جلدية وسوء تغذية وهاجس داعش يلاحقهم، إذ لايزال أكثرهم لا يصدق أنه نجا من بطش التنظيم المتطرف.
ويقول شرو حجي صالح (90 سنة)، إن “التنظيم اعتقله مع عائلته في قضاء القحطانية”، وتابع “أخذوا مني 3 حفيدات، إحداهن قطعت شريان يدها انتحارا، أما الأخريان فقد أخذهما التنظيم إلى سوريا”. ومضى قائلا: “أمضينا في سجون داعش 6 أشهر، ذقنا فيها كل أنواع العذاب. كنت مسجونا مع 2500 إيزيدي آخر في مقر قيادة قوات نينوى. كانوا يقتلون من يريدون، ويغتصبون النساء”.