يتحدثون في أوزبكستان وخارجها عن Gulnara الابنة الكبرى لدكتاتورها إسلام عبد الغنيفتش كريموف، الراحل “بجلطة دماغية” في سبتمبر الماضي، من أنها قضت قتيلة يوم 5 نوفمبر الجاري بسم مندس، وفق خبر نقلته وسائل إعلام عالمية عدة عن ناشره، وهو موقع Tsentr-1 المختص بأخبار دول آسيا الوسطى، والناقل بدوره عن مصدر بجهاز الأمن الأوزبكي، لم يسمه، بأنه حضر بنفسه “دفنها بقبر، لا شاهد يدل على صاحبه” وأنهم أهالوا عليها التراب فيه، وأخفوا جثتها في مقبرة بالعاصمة طشقند.
ووفقا لموقع العربية نت غولنارا، المولودة قبل 44 سنة في مدينة Fargona البعيدة في الشرق الأوزبكي 420 كيلومترا عن العاصمة، هي سيدة أعمال ومصممة أزياء ومغنية ودبلوماسية، وفق الوارد بسيرتها وفيها أن شهرتها عبرت الحدود حين أصدر FBI الأميركي مذكرة توقيف بحقها بعد أن اتهمها زوجها السابق، بخطف ابنيهما سرا من الولايات المتحدة.
اتهموها أيضا بتبييض أرصدة مشكوك بأصولها لجعلها ترتدي حلة الشرعية،فسارع والدها إلى حل من نوع السهل الممتنع لإنقاذها: عيّنها سفيرة لدى إسبانيا، وبشغلها المنصب في 2010 لعام واحد، حصلت على حصانة دبلوماسية حمتها من جحيم المطاردات الأميركي. ثم انقلبت الحال عليها حين أمر والدها في 2014 بوضعها تحت الإقامة الجبرية، بعد أن تأكد من اتهامات متنوعة بحقها.
في ذلك العام، تمكنت شركة علاقات عامة بريطانية من الحصول على صورة لها وهي محاطة بحرس خارج منزل يبدو أنه كان بطشقند، على حد ما ذكر في عدد صحيفة The Times البريطانية اليوم الأربعاء، وفيه أيضا أنها سجلت ذلك العام نداء سرياً إلى إذاعة BBCسربت فيه أنهم يعاملونها وابنتها المراهقة إيمان “أسوأ من الكلاب” في البيت الذي أقامتا فيه 7 أشهر جبريا، وأنها تحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة.
وربما لهذا السبب لم تحضر جنازة والدها يوم تشييعه، مع أنها كانت في 2005 من الحلقة الضيقة المحيطة به، لكنه أخرجها منها بعد تورطها مع جماعات للجريمة المنظمة، إلى درجة أن سويسرا لبت العام الماضي طلبا أميركيا بتجميد أرصدة أوزبكية قيمتها مليار دولار، اشتباها بارتباط غولنارا بتلك الأرصدة المجمدة للآن، والتي يعتقدون أن البلاد قد تجد حلا لها بعد إجراء انتخابات رئاسية في 4 ديسمبر المقبل، لاختيار خلف لإسلام كريموف، ويعتقدون بأن الخلف المرجّح سيكون Shavkat Mirziyoyev رئيس وزراء أوزبكستان منذ وقت طويل، والقائم بأعمال الرئاسة منذ وفاة والد غولنارا في سبتمبر الماضي.
الوالد حكم البلاد منذ استقلت في 1991 عن الاتحاد السوفياتي البائد حتى وفاته، بأسلوب دكتاتوري من الأسوأ، ووصفت الولايات المتحدة انتخابه بنسبة 91.9% من الأصوات، بأنه “لا حر ولا نزيه، ولم تتح الفرصة العادلة للناخبين لاختيار رئيس حقيقي” ثم رضيت عنه بعد تحالفه معها بحربها ضد الإرهاب، وأقامت في أراضيه قاعدة عسكرية للنيل من طالبان بأفغانستان، إلا أن عمر قاعدة “كارشي خاناباد” كان قصيرا، فقد أخلتها في 2005 بطلب أوزبكي، بعد انتقادها لانتهاكات نظام كريموف لحقوق الإنسان، ومنها استخدامه لتقنيات مرعبة في التعذيب، الى درجة أنهم جاؤوا في 2002 بسجينين، وطبخوهما في مرجل كبير مليء بالماء، وراح الماء يغلي بنار عظيمة وهما حيين.. حتى الموت.
وللآن لا يوجد مصدر مستقل يؤكد مقتل غولنارا، المتخرجة من جامعة “هارفارد” الأميركية بماجستير في الآداب والدراسات الإقليمية، فيما كشف في موقع صحيفة The Diplomat الوسط- آسيوية، أن حسابا في “تويتر” يعتقدون أنه لغولنارا “لا يزال شغالا” وأن أوزبكستان تشهد “ميش ميش” كثيرا هذه الأيام، لكن لا يوجد مصدر فيها يؤكد عدم صحة الخبر. أما “ميش” فمعناها شائعات بلغتها.
وعودة إلى المصدر الذي كشف لموقع Tsentr-1 عن اغتيالها بسم مدسوس، فإنه أخبر بأنه فعل ذلك خوفا من ابنيها، إسلام وإيمان، المقيمين للآن بأوزبكستان، لكنه لم يشرح سبب خوفه من الابنين، فيما نفى فرد من عائلتها خبر مقتلها، طبقا لما نقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية، لكنه لم يعزز ما قال بدليل.