استغرقت الرحلة من مانيلا إلى مطار بهول على متن طيران سيبوباسيفيك نحو ساعة وثلث، لنتحرك بعدها في رحلة عبر الجبال والغابات بالاتجاه إلى «تلال الشوكولا»، لكن قبل الوصول إلى هذه الوجهة، سنتوقف في وجهات أخرى على الطريق، أولاها محمية الترسير Tarsier، التي ترحب بزوارها من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة هذا المخلوق العجيب والغريب، إنه حيوان الـ«ترسير» أو «ترشير» كما يسميه البعض.
هذا المخلوق يعود عمره إلى ما قبل 4 إلى 5 ملايين سنة، كما أكدت مرشدتنا السياحية فريتزي زامورا، وهو هادئ جداً وشديد الحساسية ضد الإزعاج خلال فترة نومه، التي تمتد طوال النهار، لدرجة أنه قد ينتحر إن وضع داخل الأقفاص أو أزعجه أحد، لذا سيكون عليك التزام الهدوء عند دخول محميته لمشاهدته.
مهدد بالانقراض
والترسير حيوان مهدد بالانقراض، لذلك أنشأت الفلبين محميات خاصة له، هذه إحداها، ويوجد فيها نحو 100 حيوان ترسير. خلال زيارتنا لهذه المحمية، التقينا كارليتو بيساراس الملقب بـ«رجل الترسير»، حيث إنه يهتم بتربية هذا الحيوان والمحافظة عليه منذ كان في سن الـ12 منذ 1966 حتى يومنا هذا.
يقول رجل الترشير، في حديثه لـ«البيان»، إن ما يجعل هذا الحيوان فريداً من نوعه ومختلفاً عن القردة أنه حيوان ليلي يعيش وينشط خلال الليل، حيث يجمع وجباته المتمثلة في الحشرات، كما أنه يشبه الإنسان في كونه يلد مرة واحدة في العام، حيث يلد 18 مرة طوال حياته التي تمتد من 18 إلى 20 سنة كحد أقصى.
صفات متعددة
والترسير حيوان صغير يبلغ طوله نحو 85 – 160مم، فيما يراوح وزنه من 70-165 غراماً، ويعيش هذا الحيوان في الغابات، وبرغم صغر حجمه، فإن كل واحد منه يستحوذ على هكتار كامل للعيش منفرداً، ويمتاز بأنه حيوان واحد في حيوانات عدة، فله أذن الوطواط وصفاته، وينام نهاراً وينشط ليلاً، ويمكنه السمع على بعد 91 كيلومتراً، وله عيون البومة، ولا يستطيع النظر يميناً أو يساراً، لذلك عندما يريد النظر يميناً أو يساراً، فإنه يلتف 180 درجة، وهذا يمكّنه من مراقبة الحيوانات المفترسة التي تتربص به، وله مرونة القرد وحركته.
ويشبه الفلبينيون هذا الحيوان في سلوكه مع بنيه بالغرب، فالغربي يطرد ابنه خارج المنزل عند بلوغ سن الـ18، والترسير يطرد مولوده خارج البيت بعد 6 أشهر.
وللترسير نظر حاد إلى أقصى درجة، والرؤية الليلية لديه قوية جداً، غير أن رؤيته للألوان ضعيفة جداً.
فراؤه ناعم جداً، ولونه قد يكون رمادياً، وذهبياً، وبنياً مصفراً، أو خليطاً من هذه الألوان، وذيله طويل خالٍ من الشعر، وطوله ضعف طول جسمه، مع أصابع مبطنة طويلة، ليتكيف بسهولة مع الحياة بين الأشجار.
لا يأكل النباتات، وإنما يتغذى في الأساس على الحشرات، إلى جانب الفقاريات الصغيرة الحجم، مثل الضفادع والسحالي والطيور الصغيرة، وبعض أنواع حيوانات الترسير الأخرى معروفة باصطياد الثعابين السامة والخفافيش الصغيرة.
ههههه الحمد لله من زمان و نحن منزعجين و صابرين.