في الوقت الذي تلقت فيه الشواطئ التركية جثتي شقيقين يبلغان من العمر 3 و5 أعوام، شهدت محطة قطارات في العاصمة المجرية بودابست ولادة طفلتين لأسرتين من المهاجرين السوريين، والذين منعتهم السلطات المجرية من السفر إلى ألمانيا.
“الأمل” و”المأوى” هما معنيا اسمي الطفلتين حديثتي الولادة، واللتين أتيتا إلى الدنيا وسط أجواء صعبة للغاية وأزمة متفاقمة.
ولدت إحدى الطفلتين في محطة قطارات “كيليتي” وسط ظروف عصيبة تعيشها والدتها الأرملة السورية ومئات المهاجرين، الذين لم يجد بعضهم سوى الورق المقوى لاستخدامه كأغطية، وسط أماكن تخييمهم الممتلئة بالقمامة.
المولودة سميت “شمس” لتكون أملا لوالدتها في الحصول على حياة جديدة وآمنة في أوروبا.
“كانت لحظة رائعة.. لكن من المؤسف أنها حدثت في مثل هذا المكان البائس.. بعد أن رفض الإسعاف نقل الأم إلى المستشفى”، هكذا وصف أحد المتطوعين لمساعدة المهاجرين، ولادة شمس.
في الوقت نفسه، أشارت تقارير صحافية إلى أن كلاً من الأم والمولودة بصحة جيدة بعد أن حصلتا على تصريح خاص لنقلهما إلى ألمانيا لتلقي المساعدات اللازمة هناك.
وقبل أربعة أيام ولدت بالقرب من محطة القطار ذاتها طفلة أخرى سماها والداها “سدان” بمعنى المأوى، آملين أن تسمح لهم السلطات المجرية بركوب القطار إلى ألمانيا حالهم حال آلاف السوريين.
تزامن نبأ ولادة الطفلتين مع نبأ غرق الطفلين، غالب الكردي البالغ من العمر خمس سنوات وشقيقه آلان البالغ من العمر ثلاث سنوات، وانتشال جثة أحدهما على الشاطئ في منتجع بودروم التركي.
كان الطفلان بين 12 من المهاجرين الذين لقوا مصرعهم غرقاً أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان بالقوارب.
يذكر أن صورة الطفل آلان، بكنزته الحمراء وسرواله الأزرق كشفت الحقيقة المرعبة لأزمة المهاجرين السوريين، ويجب أن تكون، حسب صحيفة “ميرور” البريطانية التي نشرتها، بمثابة دعوة لكل الدول الأوروبية ألا تغلق أبوابها في وجه هؤلاء اللاجئين الذين يبحثون عن مأوى.