بات المغرب في الآونة الأخيرة وجهة مفضلة للعديد من نجوم الغناء العربي، خاصة لمطربات من مصر ولبنان وسوريا اخترن إحياء حفلات غنائية في عدد من المدن المغربية في فصل الصيف الجاري.
وأضحت مهرجانات المغرب تجذب بقوة مطربات البلدان التي تشهد توترات سياسية وأمنية في المنطقة العربية، خاصة مصر وسوريا وحتى لبنان، حيث وجد نجوم الطرب العربي في هذه المهرجانات تعويضا ماديا ومعنويا عن حالة “البطالة” الفنية التي تعيشها بلادهن.
“هجرة” مطربات الشرق
وحضرت المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب إلى المغرب للمشاركة في فعاليات مهرجان “أصوات نسائية”، الذي احتضنته مدينة تطوان قبل أيام قليلة. وأثار هذا الحضور جدلا كبيرا بعدما حيت المطربة، في كلمة لها، الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، قبل أن يعارضها جزء من الجمهور المغربي.
وأعربت شيرين لبرنامج تلفزيوني مصري، أول أمس السبت، عن احترامها وحبها الكبير للمغرب، مؤكدة أن ما صدر من قلة قليلة من الجمهور المغربي في حفلتها بتطوان “لا يعبر عن الرأي العام المغربي، ولن يؤثر على علاقتها بالشعب المغربي العربي الشقيق”.
وشهد المهرجان ذاته حفلة المغنية المصرية آمال ماهر، فيما عرف مهرجان الدار البيضاء خلال أواخر شهر أغسطس/آب مشاركة نجمتين لبنانيتين هما نجوى كرم ورولا سعد، كما غنت المطربة اللبنانية نجوى سلطان في مهرجان “وادي لو”.
ومن جهتها، أشعلت المغنية اللبنانية ميريام فارس، بفستانها الأزرق، حماسة عشرات الآلاف من الجمهور الذين احتشدوا قبل أيام قليلة لحضور حفلها ضمن سهرات الدورة الرابعة للمهرجان المتوسطي للناظور.
كما سبق للمطربة اللبنانية ماجدة الرومي أن غنت الأسبوع الماضي في حفل ختام مهرجان تويزة بمدينة طنجة.
المغرب.. أفضل سوق غنائي عربي
وتعليقا على “هجوم” نجوم الغناء العربي على المغرب للمشاركة بمهرجاناته الكثيرة خاصة في الصيف، رحب الموسيقار والملحن أحمد العلوي لـ”لعربية.نت” بقدوم المطربين من مختلف الدول العربية إلى المغرب “بلدهم الثاني”، معتبراً أن ذلك من شأنه المساهمة في التلاقح الفني.
وشدد العلوي على أنه “مقابل هذا الترحيب المبدئي، يتعين أن تكون مشاركة هؤلاء المطربين العرب في المهرجانات الفنية المغربية بضوابط ومعايير معينة، منها احترام قيمة الفنان المغربي الذي يشعر، بسبب كثرة استدعاء المطربين العرب، بأن أعماله صارت بلا قيمة”.
ومن جهته أوضح الوسيط الفني نصر بنيس، في تصريحات لـ”العربية.نت”، أن الأوضاع السياسية والأمنية المتردية في بعض البلدان العربية دفعت بعدد من نجوم الغناء للبحث عن منافذ لها للظهور والرواج الفني.
وشدد على أن المغرب يعد أفضل سوق غنائي عربي من حيث تنظيم المهرجانات الفنية الكثيرة.
وتابع بنيس قائلاً إن عددا من نجوم الغناء العرب كانوا فيما مضى يحددون شروطا مادية أو لوجيستكية “تعجيزية” للحضور للمغرب، غير أنهم بعد الأحداث السياسية الجارية في بلدانهم باتوا أكثر سلاسة وقبولا للدعوات التي تأتيهم من قبل منظمي المهرجانات الغنائية بالمغرب.