تنوعت الأسباب التي قدمها العلماء كإجابة عن السؤال لماذا تنام الكائنات الحية وبالأخص الإنسان، حيث قال بعضهم هي طريقة لتوفير الطاقة، وبعضهم قال إنها فرصة للدماغ لكي ينظف بعض الخلايا الميتة.
كشفت دراسة جديدة أن الليل ينسينا ما فعلناه بالأمس، حيث قام الباحثان في علوم البيولوجيا، غيليو طونيني وكيارا تشريللي، بأبحاث أبرزت ازدياد عدد الاتصالات، أو التشابكات العصبية بين العصيبات لدرجة التسبب في اضطراب الدورة الدماغية وتشويشها.
تبين من الدراسة أن الدماغ يدمر ليلاً، بعض الاتصالات التي حدثت بين العصيبات خلال النهار حتى يستخرج الرسائل المرسلة “خالصة” بدون شوائب، وبوسع العصيبات أن “تخفض من إشاراتها العصبية” أثناء النوم العميق.
كما كشفت الأبحاث التي تمت على الفئران أن التشابكات العصيبة عند الفأر النائم أصغر بنسبة 18% منها عند الفأر المستيقظ، وكان ذلك دليلاً على على حدوث تغيير كبير ومثير جداً، بحسب موقع “ncbi”.
وكانت هناك تجربة أخرى قام بها الباحث غراهام ديرنغ، من جامعة جون هوبكنز، أثبتت النتائج السابقى، حيث أثبت أنأن للبروتين هومر1أ، المرتبط إنتاجه بالإحساس بالتعب، تأثيراً حاسماً على ازدياد أو نقصان حجم التشابكات العصبية.
قام الباحثون بوضع فئران في غرفة، وكان الباحثون كلما تحرك فأر منها إلى مربع معين، عرضوه لشحنة كهربائية، وتوقفت كل الفئران عن الحركة خوفاً من تلقي الصدمة الكهربائية، وبعد ذلك حقن الباحثون بعض الفئران بمادة تمنع إنتاج البروتين المذكور، وفي اليوم التالي، وضعوا الفئران في غرفة أخرى، خالية من التيار الكهربائي.
بقيت الفئران التي مُنعت من إنتاج البروتين بلا حراك، خشية الصدمات الكهربائية التي تلقتها بالأمس، لقد تجمدت في مكانها وكأنها لم تميز بين الغرفتين ولم تتذكر تفاصيل الغرفة السابقة، بخلاف الفئران التي تُركت على طبيعتها، بغياب التخفيض الليلي لنشاط التشابكات العصبية، أصبحت ذاكرة الفئران “فضفاضة”.
( وجعلنا الليل سباتا وجعلنا النهار معاشا )