شهدت مدينة العين الإماراتية حادثة غريبة من نوعها، وقعت في منطقة اليحر، الواقعة على الطريق الممتد ما بين مدينة العين والعاصمة أبوظبي، حيث تعرضت ماكينة سحب النقود التابعة لفرع أحد البنوك الموجودة فيها للسطو من قبل أفراد مجهولين، بواسطة جرها بسيارتهم.
وشاءت الأقدار أن يوجد المواطن عبدالله عوض الصيعري، ليتعامل مع الموقف غير المألوف بشجاعة وتفانٍ في المحافظة على الممتلكات من دون خوف أو تباطؤ، ويُجسد صورة المواطن الحريص على أموال وممتلكات وطنه، الذي يقدم روحه فداء للمحافظة عليها، ما أسفر عن إحباط السرقة وهروب الجناة.
وتحدث عبد الله الصيعري لصحيفة الخليج الإماراتية عن التفاصيل التي شهدها، “كنت موجوداً بالقرب من الموقع حوالي الساعة الرابعة من فجر يوم الخميس، ورأيت مركبة رباعية الدفع تقوم بسحب الماكينة من خلال سلسلة حديدية، ولم أدرك حينها أن ما يقوم به الأشخاص هو عملية سطو على ماكينة البنك، حيث ظننت أن لصاً يقوم بسرقة منزل الجيران، الأمر الذي دفعني للتوجه نحو اللصوص للإمساك بهم، ولكن بعد أن اقتربت أكثر من تلك المركبة رأيت مجموعة من الأفراد لم أتمكن من تحديد ملامحهم بسبب ارتدائهم للأقنعة، وخاطبوني بكلمة واحدة فقط وهي (روح . . روح)”.
وأضاف “أيقنت عندها أنني في مواجهة عصابة تحاول سرقة ماكينة البنك، الأمر الذي دفعني نحو اللجوء لأي طريقة أتمكن من خلالها من إحباط تلك العملية، وبالفعل صعدت إلى مركبتي وقمت بصدم مركبتهم، الأمر الذي دفعهم للهروب من الموقع، وتمكنت من ملاحقتهم بهدف تتبع الموقع الذي سيتوجهون نحوه، إلا أنهم بعد نحو خمس دقائق من تتبعهم، توجهوا نحو منطقة رملية وانطلقوا باتجاهها، الأمر الذي حال دون تمكني من مواصلة ملاحقتهم”.
وأكد الصيعري أن ما قام به خلال مواجهته للصوص وسعيه لإحباط عملية السرقة واجب وطني يحتمه العطاء اللا محدود الذي تقدمه حكومة دولة الإمارات لشعبها الذي ينعم بالخيرات ويُحاط بسبل الرعاية والاهتمام كافة، حتى بات من الشعوب التي يتمنى أن ينتمي لها أي فرد بالعالم، وهو ما يستحق منا كمواطنين رد الجميل لهذا الوطن وحكومته الرشيدة والتضحية من أجلهما.
أما إدارة البنك الذي تعرض فرعه في منطقة اليحر للسطو، فقد أكد أحد الموظفين أن نظام الأمان والحماية في مختلف فروع البنك تعتبر من الأنظمة المستخدمة دولياً، وهو ما أسهم أيضاً في عدم تمكن اللصوص من فتحها.
وعن سحب ماكينة سحب النقود الخاصة بالبنك، قال إنها غير مندمجة مع جدار البنك، وما قام به اللصوص يعتبر من الجرائم الأولى من نوعها في الدولة، حيث قلد المجهولون فيه مشهداً في فيلم سينمائي اعتمد على نفس الطريقة في محاولة السرقة.