أعلنت قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، في بيان لها، الجمعة الماضية، أنها مستعدة لمحاربة ما قالت إنها ظواهر “التمرد الثقافي والأخلاقي” و”تجاوز حريم العفة والحجاب”.
ووفقا لوكالة “مهر” شبه الرسمية للأنباء، فإن قيادة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية، قالت في بيانها، إن “أحد أهداف الحرب الناعمة ضد إيران هي نشر الرذيلة والتمرد على القيم والقوانين الشرعية في المجتمع المسلم في إيران”.
وأضاف البيان أن “الحرب الناعمة ضد إيران تبدأ من استهداف العفة والحجاب عن طريق وسائل الإعلام والقنوات الفضائية”.
وانتقد بيان القوات المسلحة الإيرانية “عدم الالتزام بتوصيات المرشد الأعلى حول الهجمة الثقافية والحرب الناعمة التي تستهدف البلاد”.
وأعلنت قيادة أركان القوات المسلحة في إيران من خلال هذا البيان “استعدادها التام للحفاظ على القيم الثقافية والدينية ومواجهة المتمردين ممن ينتهكون المحرمات والقوانين الشرعية”.
يذكر أن قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية التي يترأسها اللواء فيروز آبادي، تخضع تحت إشراف المرشد الأعلى، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة في إيران.
مظاهرة ضد “سوء الحجاب”
ومع حلول الصيف بدأت المشاكل المتعلقة بالحجاب تلقي بظلالها على المجتمع الإيراني مرة أخرى، خاصة في أوساط التيارات المتشددة التي تطالب بتطبيق عقوبات شديدة ضد النساء اللواتي ينتهكن الحجاب التقليدي للمرأة الإيرانية.
وفي هذا السياق، تظاهر المئات، في طهران للمطالبة “بإحياء ثقافة الحجاب الملتزم والالتزام بالعفة”، منددين بظهور نساء “غير ملتزمات بالحجاب الكامل” في المسلسلات التلفزيونية، حسب وصفهم.
ويفرض القانون الإيراني الحجاب على جميع النساء الإيرانيات، لكن أغلبهن يلتزمن فقط بارتداء شال يغطي الشعر جزئيا، بينما ترتدي الفتيات والمراهقات ملابس ضيقة وأكثر تحررا من الشادور أو المعطف الطويل الفضفاض، الأمر الذي يثير غضب المتشددين وحنقهم.
روحاني وأزمة الحجاب
وفي وقت سابق، وجه 105 نواب في البرلمان الإيراني رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، طالبوا فيها بأن “تقوم الحكومة بفرض القانون حول طريقة اللباس والحجاب بما يتناسب مع الثقافة الإسلامية” لمواجهة ما أسموه “الغزو الثقافي الغربي”.
وكان الرئيس روحاني قد وعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على فسح المجال أمام الحريات الاجتماعية، وقال في إحدى خطبه إن “التحلي بالعفة يتخطى مفهوم الحجاب، ولا ينبغي أن نشكك في مدى تحلي المرأة أو الرجل بالعفة بمجرد أنهم لم يلتزموا بالحجاب الإسلامي الرسمي”.