أعلنت الشرطة البريطانية مساء أمس الأربعاء، أن الطالبة السعودية التي تعرضت لجريمة قتل مروعة في إحدى حدائق بريطانيا كانت ترتدي العباية التقليدية السعودية، وحجاباً كاملاً متوافقاً مع أحكام الشريعة الإسلامية، وأن هذا قد يكون السبب الرئيس والوحيد لقتلها، حيث إن الجريمة ربما تكون عملية استهداف بسبب أن الفتاة مسلمة ويظهر عليها الالتزام.
وبدأت الشرطة البريطانية تحقيقاً مكثفاً في الجريمة التي وقعت فجر الثلاثاء وأسفرت عن مقتل طالبة سعودية مبتعثة على نفقة الحكومة، فيما استنفرت السفارة السعودية في لندن كافة كوادرها، بمن فيهم السفير الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز والملحق الثقافي الدكتور فيصل أبا الخيل، من أجل متابعة قضية الطالبة المغدورة وحث السلطات المحلية من أجل التحقيق المكثف والوصول إلى النتائج في أسرع وقت ممكن.
وأصدرت السفارة بياناً حصلت “العربية نت” على نسخة منه قالت فيه إن السفير استدعى مسؤولي قسم الرعاية والشؤون القانونية للنظر في الإجراءات المناسبة لمتابعة القضية وللوقوف إلى جانب أسرة الضحية، وتوفير جميع ما يلزم لهم في هذه الظروف، إضافة إلى النظر في إجراءات التواصل النظامية والسليمة مع السلطات المحلية المعنية بالنظر في القضية.
وأعرب الأمير محمد بن نواف في اتصال هاتفي مع شقيق الفقيدة في المملكة عن أصدق تعازيه لعائلتها، مؤكداً سرعة اتخاذ السفارة لجميع الإجراءات الخاصة بنقل جثمانها إلى المملكة.
وبحسب أحدث المعلومات التي صدرت عن الشرطة البريطانية بخصوص القضية، فإن الطالبة السعودية كانت ترتدي الملابس السعودية التقليدية (العباية) إضافة إلى حجاب كامل عندما تعرضت لهجوم بالسكين من مجهول أدى إلى وفاتها على الفور، عندما كانت في إحدى الحدائق العامة بمدينة كولشستر التي تبعد عن العاصمة لندن نحو 70 ميلاً (110 كم).
وكانت الفتاة التي لم تعلن الشرطة البريطانية ولا السفارة السعودية اسمها قد وصلت إلى بريطانيا قبل شهور قليلة من أجل استكمال دراستها الجامعية ضمن برنامج الابتعاث الحكومي السعودي، ومعها شقيقها الذي يقيم معها ويتنقل معها، حيث التحقت على الفور بجامعة “ايسيكس”، وهي واحدة من أشهر وأعرق وأقوى الجامعات البريطانية.
ونقلت وسائل إعلام محلية في بريطانيا عن زملاء للطالبة في نفس الجامعة تأكيدهم بأنها كانت واحدة من الطالبات المميزات منذ التحاقها بالجامعة، كما أن جيرانها وزملاءها يؤكدون بأنها ظلت ملتزمة بالزي الإسلامي، وبملابسها التقليدية منذ قدومها من السعودية للدراسة في بريطانيا.
جريمة كراهية عنصرية
وبحسب النتائج الأولية للتحقيقات فإن الطالبة لم تتعرض لأي عملية سرقة، ولم تفقد أي من الأموال التي تحملها، كما أنها تتمتع بعلاقات جيدة مع الآخرين، ولم تواجه أي إشكالات مع أحد منذ وصولها إلى المملكة المتحدة، وهو ما دفع المحققين البريطانيين إلى ترجيح فرضية أن تكون الفتاة ضحية لجريمة كراهية عنصرية، وأن المقصود بها هو استهداف الجالية المسلمة.
وأعلن اتحاد الطلبة في جامعة “ايسيكس” أن أكثر من 200 طالب سعودي يدرسون في هذه الجامعة، وأن قسماً خاصاً في الاتحاد يمثل هؤلاء الطلبة ويعمل على استقبال المستجدين منهم، كما يعمل على الترويج للثقافة السعودية بين الطلبة وفي المجتمع المحلي.
وأكد الاتحاد أن الجامعة التي تضم مختلف الجنسيات والأديان والأعراق نادراً ما كانت تسجل جرائم كراهية عنصرية ضد طلبة يدرسون بها من قبل المجتمع المحلي وخارج أسوار الحرم الجامعي.
يشار إلى أن بريطانيا تضم آلاف الطلبة السعوديين الذين يشكلون الجالية الأكبر من بين الجاليات العربية التي تدرس في بريطانيا، كما أن الملحقية الثقافية السعودية التي يقع على عاتقها شؤون الطلبة تعتبر الأكبر من بين كافة الملحقيات الثقافية العربية في العاصمة البريطانية، في الوقت الذي يتوافد آلاف السعوديين على لندن سنوياً لقضاء إجازاتهم الصيفية.
ويوجد في بريطانيا أكثر من 2.5 مليون مسلم، بحسب أحدث الاحصاءات الرسمية في بريطانيا، إلا أن أغلب المسلمين والعرب يتركزون في العاصمة لندن التي تتجاوز نسبة المسلمين فيها الــ11% من إجمالي عدد السكان.