“الدفاع المقدّس… حماية الوطن والمقدسات”. هذا اسم لعبة إلكترونية جديدة أطلقها مؤخراً حزب الله اللبناني، وحمّلها برسائل مبطّنة، إدراكاً منه لأهمية الألعاب الإلكترونية في ما يُسمّى بالحرب النفسية.
وهذا الأسلوب ليس جديداً. فقد تناولت دراسات كثيرة منظومات الرسائل العلنية والخفية التي تحملها الألعاب الإلكترونية والنتيجة: هذه الألعاب ليست بريئة بل تهدف، بدرجة أو بأخرى، إلى الترويج لأفكار ومعتقدات صانعيها.
ولا شك أن هذا النوع من الألعاب يؤثر على عقلية مستخدميها، خاصة حين تكون مُتقنة من حيث التفاصيل المتعلقة بالصورة والصوت والموسيقى الحماسية. فكل هذه الأمور عناصر تجعل الأفراد ينخرطون في معارك افتراضية، ويتحمسون للبطل ويبذلون جهدا كبيراً للانتصار على خصومه الذين تُحوّلهم اللعبة إلى أشرار.
تتألف هذه اللعبة التي تحمل شعار “حماية الوطن والمقدسات” من مجموعة مراحل تمزج بين الديني والسياسي والعسكري. ويدّعي صانعوها أنها “محاكاة تهدف إلى توثيق مرحلة من مراحل الدفاع المقدس في وجه المد التكفيري ومواجهة المشروع الأمريكي-الصهيوني”.
مرحلة زيارة المقام المقدس
ففي المرحلة الأولى يزور اللاعبون “المقام المقدّس” (مقام السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق) ويمكنهم التجوّل في أنحاء باحته “والتفاعل مع العالم الافتراضي ضمن محيط روحاني”، بحسب الموقع الإلكتروني للعبة.
مرحلة الدفاع عن المقام
ثم تأتي المرحلة الثانية التي تسمّيها اللعبة “مرحلة الدفاع عن المقام”، وخلالها يظهر ما يصفه القائمون عليها بـ”حجم الخطر الذي يتعرّض له المقام الشريف، حيث يتوجب على اللاعب حمايته ومنع وصول الجماعات المسلحة التكفيرية إليه. إنها معركة الدفاع عن المقدسات”.
مرحلة الحجيرة
ثم تأتي المرحلة الثالثة، وتسمّيها اللعبة “مرحلة الحَجّيرة” وتنقسم إلى مهمتين: “مهمة 1″، وتعرّفها اللعبة بأنها “معركة إزالة خطر مدافع الهاون عن المقام الشريف، حيث ، يقوم إرهابيّو الدواعش بقصف مقام السيدة زينب (ع) بواسطة مدافع الهاون، وذلك انطلاقاً من البساتين القريبة من منطقة حُجّيرة”؛ و”مهمة 2″، وتقول اللعبة إنها تأتي في إطار استكمال العملية العسكرية في منطقة حجّيرة، فـ”يتابع اللاعب المعركة، حيث تكون المهمة تطهير مقر قيادة الدواعش وتحقيق السيطرة الكاملة على المنطقة وذلك بهدف إبعاد المسلّحين الإرهابيين عن المحيط الجغرافي لمنطقة المقام الشّريف”.
و”الحجيرة” ليس اسماً وهمياً بل هو اسم قرية سورية تتبع لمحافظة ريف دمشق، تشكّل مدخل بلدة السيدة زينب من جهة الطريق الذي يصلها بمركز العاصمة السورية.
مرحلة عملية الهنداوي
ثم تأتي “مرحلة عملية الهنداوي”، وفيها “تطلب قيادة المقاومة من اللاعب تنفيذ عملية أمنية تهدف إلى القضاء على المدعو عبد السلام عبد الرزّاق الهنداوي الملقّب بـ’أبو عبدو’ وهو أحد أهمّ المنسّقين في داعش، وهو يعمل على نقل الإرهابيين الانتحاريين إلى المناطق اللبنانية”.
وفي أواخر نوفمبر، أعلن إعلام حزب الله مقتل الهنداوي الذي وصفه بأنه “المسؤول عن نقل الانتحاريين في تفجيري برج البراجنة الإرهابيين في ضاحية بيروت الجنوبية”، في عملية نفّذها جهاز الأمن السوري وحزب الله داخل الأراضي السورية.
مرحلة رأس بعلبك
أما المرحلة الأخيرة فهي “مرحلة رأس بعلبك”، وفيها يجري “صدّ هجوم القوى التكفيرية على منطقة رأس بعلبك اللبنانية. إنها معركة الدفاع عن الوطن”.
ومعركة رأس بعلبك هي معركة وقعت في أغسطس 2017، وبنتيجتها انسحب عناصر من تنظيم داعش من مناطق قريبة من الحدود اللبنانية في باصات مكيفة نقلتهم إلى شرق سوريا، باتفاق مع حزب الله والجيش السوري.