تجددت في السعودية، حملات المطالبة بمقاطعة شراء البيض عبر قنوات التواصل الاجتماعي، في ظل ارتفاع سعر طبق البيض إلى 16 ريالا في جدة، وسعر يراوح بين 16 و18 ريالا في الرياض والمنطقة الشرقية، وذلك أسوةً بحملات مقاطعة سابقة لمواد غذائية، ساهمت في الحد من ارتفاع أسعارها.
يأتي ذلك في حين أكد مستثمرون في قطاع الدواجن لصحيفة الاقتصادية السعودية، أن ارتفاع سعر البيض “غير مبرر” خاصة أن أسعار الأعلاف لم تشهد ارتفاعا في الفترة الماضية، لكن مسؤولي نقاط بيع أشاروا إلى معاناة السوق نقصا كبيرا في البيض، وأن الكمية الموجودة تغطي فقط 50 في المائة من الطلب المتزايد على البيض، وأرجعوا ارتفاع الأسعار إلى قلة المعروض وارتفاع الطلب.
وانتشر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عدد من “الهاشتاقات” يطالب بمقاطعة البيض مثل: “أسعار البيض ترتفع” و”خلوها تفقس”.
وشدد تجار على ضرورة تكثيف وزارة التجارة الرقابة على نقاط البيع خاصة فيما يتعلق بأسعار السلع الرئيسية، حيث يستغل كثير من التجار ارتفاع أسعار المواد الأولية عالميا لرفع أسعار المنتجعات محليا، دون استبعاد الكمية المتوافرة قبل ارتفاع الأسعار.
وأكد عبد القادر فقيه المسؤول في مزارع فقيه للدواجن أن ارتفاع سعر البيض “غير مبرر في الفترة الحالية”، خاصة أن أسعار الأعلاف عالميا لم تشهد ارتفاعا في الفترة الماضية تؤدي إلى رفع الأسعار، مؤكدا أن أسعار البيض في مزارع فقيه ما زالت ثابتة عند 12 ريالا، ولا توجد نية لرفعها.
واستبعد فقيه ارتفاع سعر البيض ارتفاعا كبيرا، كما توقع ذلك عدد من التجار في الفترة المقبلة، خاصة أن البيض سلعة مدعومة من الحكومة والإنتاج المحلي يغطي الطلب 100 في المائة.
وأشار إلى تأثير سعر الأعلاف في سعر المنتج بنسبة تراوح بين 30 و40 في المائة، ويعني ذلك وفقا لفقيه “أنه من غير الممكن أن يؤدي ارتفاع سعر الأعلاف إلى الارتفاع الكبير الذي يتوقعه التجار”.
وحول الأمراض التي تصيب الدواجن قال فقيه: “للأسف، هناك أمراض تصيب الدواجن في المزارع الصغيرة التي لا تنفذ شروط السلامة، حيث يحتاج الدجاج إلى عناية فائقة من الناحية الصحية للحد من تفشي الأمراض، وهو أمر يرفع أسعار البيض من ذات المزرعة”.
وشدد فقيه على ضرورة تكثيف الرقابة على نقاط البيع ومقارنتها بالأسعار الحقيقية للبيض، خاصة فيما يخص المواد الاستهلاكية الرئيسية والمدعومة من الدولة.
لكن مستثمرا في قطاع الدواجن -فضل عدم ذكر اسمه- قال إن ارتفاع الأسعار كان أمرا طبيعيا بسبب ارتفاع الأعلاف، لكن ليس بهذه الأسعار، مستبعدا ارتفاع الأسعار أكثر من 16 ريالا في الفترة المقبلة، ما لم تحدث تغيرات عالمية كبيرة.
وأشار إلى تفاوت سعر البيض بين نقاط البيع وفقا للطلب والكمية، نظرا لمعاناة السوق من قلة المعروض مقارنة بالطلب، وهو ما يرفع الأسعار “لكن ليس بكميات كبيرة”.
وأرجع المستثمر ارتفاع الطلب على البيض في السنوات الثلاث الماضية إلى عدة أسباب، أبرزها ارتفاع النمو السكاني وتوجه كثير من الاستثمارات إلى الأغذية. مؤكدا أن الإنتاج المحلي يستطيع تغطية 80 في المائة من الطلب.
وأكد أن السعودية تمتلك بيئة خصبة للتوسع في هذه المشاريع وإقامة مشاريع إضافية، إذ إن القطاع لم يشهد توسعا كبيرا مقارنة بالطلب المتزايد.
وأوضح رئيس تنفيذي في إحدى شركات قطاع تجزئة أن البيض لم يشهد أي ارتفاعات خلال الفترة الحالية، وأن ما يعانيه السوق هو عدم وفرة المنتج في السوق، فالكمية المتوافرة منخفضة وتعطي نحو 50 في المائة من الطلب على المنتج.
وقال، إن الكمية المتوافرة لا تفي باحتياجات السوق، خاصة أن الاستيراد من الخارج غير متاح، مضيفا: “نسعى كنقاط بيع إلى توفير أكبر قدر من الكمية الموجودة لدى الموردين، لكن لا يعني هذا الأمر رفع الأسعار”.