لا زالوا يتحدثون في تركيا إلى اليوم، عن مذيعة شقراء، أعلنت مساء الجمعة نجاح محاولة الانقلاب في خبر طارئ وعاجل، وبعد ساعات قليلة ظهرت هي نفسها لتعلن فشلها، فكتبوا وتحدثوا عن تناقضها الإعلامي الدراماتيكي، ولماذا حدث، لكنهم لم يكتبوا عمن تكون تلك المذيعة التي لولا بثها لخبر نجاح المقابلة لما أسرع أردوغان لينفيها، ويدعو أنصاره في الوقت نفسه للنزول إلى الشوارع والساحات العامة للوقوف ضد الانقلاب العسكري، أو Askeri Darbe كما يسميه الأتراك، في كلمتين معناهما “ضربة عسكرية” وهي انقلاب.
https://www.youtube.com/watch?v=XlW-CEsyK28
السبب في التناقض الإعلامي كان أن تيجان كاراش، وهي مذيعة شهيرة في محطة TRT التركية، والمعروفة ببث برامج لها بالعربية أيضا، تعرضت لعملية خطف داخل الاستوديو الذي كانت فيه بمقر المحطة في العاصمة أنقرة، حين سيطر جنود من المشاركين بمحاولة الانقلاب على “تي آر تي” وأجبروها على قراءة بيان يؤكد نجاح محاولة لانقلاب، ففعلت كما طلبوا منها تحت تهديد السلاح.
لكن المذيعة نفسها أطلت بعد ساعات لتعلن فشل المحاولة، بعد أن نجحت القوات الموالية للحكومة باستعادة السيطرة على القناة وإعادة البث الذي انقطع لمدة وجيزة، وراحت كاراش تذيع في بث على الهواء مباشرة، ووسط احتفالات في المحطة، أن مدبري الانقلاب العسكري الفاشل، احتجزوها مع عدد من العاملين في TRT وأجبروها على تلاوة بيان السيطرة على الحكم، وبثوان معدودات تغيرت تركيا بأسرها.
“لا أريد لابنتي أن تتوقف عن الابتسام”
تيجان كاراش، متخرجة بعلم الاجتماع من جامعة أنقرة، وأبصرت النور في 1975 بالعاصة التركية، وهي أم لابنة واحدة عمرها 16 ونراها معها ومع كلبها في صورة واحدة تنشرها رئيسية بحسابها @Karas_tijen في “تويتر” الذي يتابعها فيه 544 فقط، وكل تغريداتها فيه باللغة التركية، وأحدثها كانت فجر اليوم الأحد، مرفقة بالصورة التي تجمعها إلى ابنتها، وفيها قالت: “لا أريد لابنتي أن تتوقف عن الابتسام.. شكرا تركيا” على حد ما ترجمته “العربية.نت” كما أطلقت قبلها تغريدات عدة شكرت فيها الذين آزروها ووقفوا معها، وشكروها بدورهم على إسراعها ببث خبر فشل الانقلاب.
كاراش التي لها 3 أشقاء، تعمل في “تي آر تي” منذ 23 سنة، وهي مولعة بالإعلام على حد ما قرأت “العربية.نت” مترجما من سيرتها، وموقفها بإذاعة خبر فشل الانقلاب حولها إلى “بطلة” جعلوا لها “هاشتاغ” خاص سموه # TijenKaraş في “تويتر” وفيه صورتها الشهيرة وهي ببدلة زرقاء تلقي خبر فشل الانقلاب، وتعيد به تركيا إلى وضعها الطبيعي.
قبل تلك الصورة كانت كاراش أذاعت خبر نجاح المحاولة الانقلابية بعد أن سيطر 4 جنود على المحطة وأحدثوا فيها بلبلة، وبلحظات اقتحم الأتراك مبنى التلفزيون واضطر الجنود للانسحاب، وأطلت تيجان وسط تجمع من الناس في استوديو الأخبار، وتحدثت مباشرة عن تفاصيل اللحظات الأولى لإعلانها الانقلاب، مؤكدة أنها أجبرت على فعل ذلك تحت تهديد السلاح.