انتهى المحققون المنشغلون بالبحث عن الطائرة الماليزية المفقودة منذ مارس الماضي إلى اعتبار كابتن الطائرة زهاري شاه مشتبهاً رئيسياً في إخفائها، وهو ما يزيد من الغموض على أغرب لغز في تاريخ الطيران الحديث.
وتم تصنيف الطيار زهاري على أنه المشتبه الرئيس بعد أن عثر المحققون على أدلة تثير الشبهة من جهاز محاكاة الطيران الموجود في منزله، فيما انتهى المحققون من فحص كافة الأشخاص الموجودين على متن الطائرة والذين تبين بأنه ليس من بينهم من يثير الشبهة.
واكتشف المحققون أن الكابتن زهاري البالغ من العمر 53 عاماً كان يتدرب على عمليات الهبوط والإقلاع في الأماكن النائية، بما فيها مواقع في المحيط الهندي، وذلك عبر جهاز محاكاة الطيران الذي كان في منزله، وهو ما أعاد إلى المحققين ترجيح فرضية أن تكون الطائرة قد اختفت نتيجة عمل متعمد قام به الكابتن زهاري الذي نجح أيضاً في الإفلات من رادارات السلطات الجوية على الأرض.
كما اكتشف المحققون أن الكابتن زهاري قام بحذف ملفات كانت موجودة على جهاز محاكاة الطيران، وهي الملفات التي يحاول المحققون حالياً استرجاعها لاستكشاف ما كان يتدرب عليه الطيار، ويخطط له قبل قيادة الطائرة المفقودة إلى المجهول.
وكانت الطائرة وهي من طراز “بوينغ 777” تقل رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم (MH370) عندما اختفت تماماً فجر يوم الثامن من مارس الماضي، حيث كانت متجهة من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين، وعلى متنها 239 شخصاً، ولم تعد الرادارات الأرضية قادرة على التقاطها منذ غادرت المجال الجوي الماليزي، ودخلت أجواء فيتنام.
وبعد أن أجرى المحققون المتخصصون أكثر من 170 مقابلة، وأجروا مسحاً أمنياً لكامل ركاب الطائرة، انتهوا إلى نتيجة مفادها أن الكابتن زهاري هو المتهم الرئيس بإخفاء الطائرة، وذلك في حال كان بالفعل قد تم تغيير مسارها بواسطة تدخل بشري.
ووجد المحققون أن الطيار زهاري (وهو أب لثلاثة أطفال) لم تكن لديه أية خطط مستقبلية تتعلق بعمله أو وضعه الاجتماعي، وذلك خلافاً لبقية عناصر طاقم الطائرة بمن فيهم مساعد الطيار فارق حامد، وهو ما فهم منه المحققون أن زهاري ربما كان يخطط لاختطاف الطائرة.
وبحسب جريدة “صنداي تايمز” البريطانية فإن الشرطة الماليزية أخذت علماً بأن الكابتن زهاري كان يعاني من مشاكل وتوترات عائلية ربما تكون سبباً أو أنها ساعدت في دفعه للانتحار بالطائرة أو خطفها، إلا أن عائلة زهاري وأصدقاءه ينفون بشدة هذه الشائعات، كما ينفون أي احتمالات بشأن ضلوعه في إخفاء متعمد للطائرة.
ولايزال فريق التحقيق يدرس في الأسباب المحتملة لاختفاء الطائرة، حيث لايزال يضع نصب أعينه احتمال أن يكون اختفاؤها ناتجا عن خطأ ميكانيكي خلال طيرانها، أو أن تكون ضحية عمل إرهابي، أو غير ذلك من الأسباب المحتملة.
وقالت الشرطة الماليزية في تصريح لها “إن فريق التحقيق لايزال يعمل، وحتى هذه اللحظة لا توجد أية نتائج يمكن أن تسهم في تفسير الحادث، كما أن القضية منظورة أمام القضاء ولا يجوز التعليق على قضايا لايزال القضاء ينظر فيها”.
وتابعت الشرطة: “مع ذلك، فإن الشرطة لاتزال تنظر في كافة الاحتمالات الممكنة”.
يشار إلى أن الكابتن زهاري كان واحداً من أشد المؤيدين “المتعصبين” للمعارض الماليزي المسجون أنور إبراهيم.
وكانت فرق البحث قد أمضت الفترة الماضية في البحث عن الطائرة في المحيط الهندي، وتحديداً في منطقة قريبة من الشواطئ الأسترالية كانت التقديرات تتحدث عن أن الطائرة قد تكون تحطمت هناك، إلا أن كافة المحاولات للعثور على أي أثر للطائرة باءت بالفشل.
ويعتبر حادث اختفاء الطائرة الماليزية (MH370) الأغرب في تاريخ الطيران الحديث، حيث لم يتمكن المحققون بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور على التوصل إلى أي أثر لها أو التوصل إلى أي احتمال مرجح حول اختفائها، كما لم يتم العثور بطبيعة الحال على الصندوق الأسود الذي من الممكن أن يفك شيئاً من اللغز الكبير المرافق لتلك الطائرة.