في حادثة هي الأولى من نوعها في ليبيا، استطاع طاقم طبي بمصحة الفردوس بالعاصمة طرابلس من إنقاد امرأة أنجبت في شهرها الخامس، بعدما وصلت إلى المصحة في حالة حرجة، قادمة من مدينة تبعد عن العاصمة طرابلس 136 كيلومتراً.
الأم رقية التي تبلغ من العمر (26 عاما) سبق لها وأجهضت في شهرها الخامس مرتين، ما جعلها هذه المرة أثناء وصولها تتوسل إلى الأطباء لإنقاذ طفلها.
ولدت رقية طفلتها فاطمة ولله الحمد سليمة الأعضاء، ولكن بعض أجزائها لم يكتمل نموها بعد، وأكملت نموها في الحضانة، حيث كان وزنها عند الولادة ستمائة وخمسين (650 ) جراماً، وكان كل من ينظر إليها يعتقد أنها ستفارق الحياة، لصغر حجمها وقلة لحمها، ولكن إرادة الله شاءت أن تبقى معجزة، بقيت فاطمة في الحضانة مدة تجاوزت ثلاثة أشهر ونصف بعد أن أصبح وزنها واحد كيلو و490 جرام.
يقول الطبيب محمد الشفر، الذي ساعد على ولادة الطفلة فاطمة، أصبح بإمكان والدتها الخروج بها، بعدما تعافت صحتها شيئا فشيئاً، حتى استكملت شهرها التاسع.
واعتبر الشفر، أنه في حالة الولادة المبكرة والتي تسمى “بأطفال الخدج”، يعانون من مضاعفات كثيرة حيث تخرج من حالة وتدخل إلى أخرى”، ففي بعض الحالات كان يسهل على الأم التعامل مع طفلها إذ أنجبت في الأسبوع الخامس والثلاثين ( 35 ) وحتى الثلاثين (30) أسبوعاً، ولكن في حالة رقية كانت الوليدة عمرها لم يتجاوز 25 أسبوعاً، هنا من الصعب التعامل معها، ففي العادة نعتبرها من حالات الإجهاض، نقوم بوضع أكسجين ونبقيها فترة معينة حتى يأخذ الله أمانته، وبفضل الله سبحانه، تفاءلنا بولادة فاطمة رغم أن أعضاءها لم تنمو بعد، فعيناها كانتا ملحومتين، وقدماها مرتفعتين على صدرها، إذا قمنا بالمجازفة لابد من أخد قرار صارم مع الفريق الطبي المصاحب.
وأضاف: “بقيت فاطمة مدة ثلاثة أشهر ونصف وهي تحت الأجهزة، حيث كانت تحتاج لزيادة الدم كل أسبوعين، أجرينا لها فحصاً لشبكية العين وظهرت النتائج سليمة، منعنا والدتها من الخروج بها والبقاء يومين تحت إشرافنا على تدريبها في كيفية التعامل معها بحذر، لأن هؤلاء الخدج مضعفاتهم كثيرة، واحتمال أن تظهر لهم مضاعفات ومشاكل في السمع وإعاقة حركية لا نستطيع رؤيتها ولا اكتشافها الآن إلا بعد سنوات ولا نتمنى ذلك”.