افتتاح أول مطعم للحم الانسان على الفحم، وقطط تخرج بالآلاف في مظاهرات جديدة من نوعها تعم عواصم العالم لكائنات غير بشرية. وموزة مغرورة تتزحلق بإنسان وضع في طريقها للعمل، هذه أخبار تحدث فقط في العالم الموازي، الذي أنشئ له البعض حسابا على تويتر تابعه نحو 13 ألف متابع.
العالم الموازي يعرف بأنه عالم له أبعاده الخاصة وقوانينه الزمانية والمكانية التي تختلف عن العالم المادي ولا تخضع في غالب الأحيان لأي قياسات مخبرية علمية. ومن خلال الصور والتعليقات يتضح العالم الموازي أكثر.
من خلال هذا الحساب الجديد يبدو العالم وكأنه يتغير من حولنا، إلا أنها طريقة جديدة ابتكرها مغردون على تويتر للابتعاد عن يومياتهم المتعبة، وأطلقوا العنان لتوقعات مخيفة عن عالم موازٍ مختلف تماما وجدوا فيه فسحة جديدة ليتذمروا من معاناتهم في الحياة، دون أن يتركوا وقتا كبيرا للترفيه عن أنفسهم.
فالفواكه تسرح وتمرح من حولنا، تفاحة حمراء جالسة على كمبيوتر من شركة “أبل apple” تبدو منزعجة من صديقتها التفاحة التي أحبت صديقها، فتواسيها موزة صبورة كانت تمشي في الصباح بـ”أمان الله” قبل أن تتزحلق ببشري، لتبدأ معاناتها من تشوهات عمودها الفقري.
أما الطيور فإنها تتذمر من مدرائها في العمل، وتطلب وقت عمل إضافي لتسديد ديون عليها. الانسان بدوره يستمتع بالطيران ويمنع بحسب القانون الطيوري اصطياده. واذا ما أخرج الانسان رأسه من عشه خائفا فلابد أنه سيتعاطف مع الأسد الذي يرغب أرنب بافتراسه.
ويظهر احدى التغريدات على حساب “العالم الموازي”، كما تقول سعودية، “الاضطهاد الكبير التي تمارسه القطط يوميا على البشر ما سبب بتنظيم هذه المظاهرات، بحسب محللة قطة خلال استضافتها على شاشة كاتس وورلد”.
من جهة أخرى، أحلام الفتيات تظهر في تغريداتهن على العالم الموازي، فهناك خبر سار للبدينات “المرشحات بقوة لجائزة أفضل عارضة أزياء في العالم”، كما أن تناول الطعام بكميات كبيرة يسبب النحف. وأصبح بإمكان الفتاة أن تفكر قبل أن تنام بموديل شعر جديد لتصحو من نومها بهذا الموديل. وبالنسبة لعشاق الدراسة فأكدوا أن العالم الموازي خال من الامتحانات الدراسية، وفي أسوء الأحوال الطالب هو الذي يختبر مدرس المادة.
في العالم الموازي ربما ينقرض جنس البشر وننقرض كلنا معه، وربما تزداد حياتنا سهولة، إلا أنه من المهم أن نعطي فرصة للكائنات الأخرى في بناء عالم جديد دون متاعب وحرب وضحايا. وفي ذاكرتنا كلام كثير قالته شخصيات عظيمة إن “هناك عالم جديد ينتظرنا” فهل يكون ذلك “العالم الموازي”.