CNN – تحول كلايفن بندي، أحد مربي قطعان الماشية، إلى بطل شعبي بتحديه محاولات الحكومة الفيدرالية منع ماشيته من الرعي في الأراضي العامة، واعترف بأنه لا يستطيع فهم سبب الاهتياج من الحزبين حول تصريحاته التي قال فيها إن السود ربما يكونون أفضل حالاً في ظل العبودية. ولكنه يفهم ما يعنيه بتلك التعليقات، ولا يتراجع عنها وقال لـ CNN، الخميس، “أنا لست مخطئاً، أعتقد أنني على صواب.
على مدى عقدين من الزمن، كانت ماشية بندي، ترعى في الأراضي المملوكة للدولة، دون أن يدفع رسوم الرعي، كما هو حال الآلاف من مربي الماشية، ويدعي أنه الآن وسابقاً، لن يقيم أي عمل مع الحكومة الفيدرالية، لأنها من وجهة نظره، ليس في الدستور ما ينص على أن الأمريكيين لا يمكنهم استخدام الأراضي التي تملكها الحكومة الفيدرالية، وقال بندي لـ CNN، إنه يرغب في التحدث فقط مع حكومة الولاية والمقاطعة، التي يعتقد أن لها الحق بادعاء ملكية الأرض أكثر من أي شخص في واشنطن.
هذا الموقف جعله محبوب المحافظين في وسائل الإعلام، وسبب اضطراباً في الدوائر الجمهورية، حول ما يرونه بشأن المبالغة من جانب الحكومة. وبكل معنى الكلمة كانت هناك مليشيا مسلحة تحتشد حول الرجل البالع من العمر 67 عاماً، حينما حاول الحراس الفيدراليون إرغامه على الخروج من أرضه.
بندي ربح ذلك الموقف، لكنه لم يتوقف عن الكلام، حيث بدأت متاعب جديدة، قد تهدد بالتغطية على الموضوع الأصلي، ففي حديث للمراسلين الصحفيين خلال نهاية الأسبوع، قال إنه كان يقود سيارته في مشروع إسكان عمومي في شمال لاس فيغاس، ورأى “نصف دزينة من الأشخاص (السود) يجسلون في الشرفة، وهم بلا عمل يقومون به .. لأنهم في الرعاية الإجتماعية.. فالآن ماذا سيعملون؟”
ونشرت نيويورك تايمز هذا الحديث الذي ظهر لاحقاً مسجلاً بالفيديو. وأضاف “إنهم كانوا يجهضون أبنائهم، ويضعون شبابهم في السجن، لأنهم لم يتعلموا كيف يجنون محصول القطن .. كثيراً ما أتساءل هل كانوا في حال أفضل كعبيد، يجمعون القطن، ولديهم حياة عائلية ويقومون بعمل، أو أنهم أفضل حالاً في ظل الإعانة الحكومية؟ إنهم لم يحصلوا على مزيد من الحرية، بل على حرية أقل.”
وانتشرت هذه التعليقات كالفيروس، مثيرة سيلاً من الإدانة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وفي رده على سؤال لـ CNN، الخميس، شرح بندي بأنه ببساطة “يتساءل ما إذا كان (السود) أفضل حالاً في وضعهم الآن.” ولكنه تراجع بشكل ما، حيث أصر على أنه “لا أقصد حقا مقارنة (المأزق الحالي للأمريكيين الأفارقة) بالعبودية. وما قصدته هو مقارنته ربما بالحياة في المزرعة أو الحياة في الجنوب، حيث كان لديهم بعض الدجاج، وحدائق، ولديهم شيء يفعلونه.”
وفي الوقت ذاته تمسك بندي بمقولته، بأن السود كانت لديهم حياة أفضل، من التي يعيشونها الآن “لم يكونوا بلا عمل يقومون به مع أطفالهم، وعائلاتهم المترابطة، وهذا ما استند إليه في المقارنة بأنني لا أعتقد بأن لديهم الحياة التي ينبغي أن يعيشونها” بسبب الحكومة.
وعند سؤاله عن كيفية توصله إلى هذا التعميم؟ قال بندي “أشعر بذلك، لأنني شاهدت ذلك.”