(CNN) — قال الشيخ الدكتور عيسى الغيث، القاضي الشرعي وعضو مجلس الشورى السعودي، إن قراره إبلاغ الداعية محمد العريفي بمقاضاته عبر تويتر جاء باعتبار أن الأخير عمد إلى الإساءة إليه من خلال إعادة تغريد قصيدة مسيئة بحقه على خلفية ردود متبادلة بينه وبين الشيخ عبدالرحمن البراك، كما نفى أن يكون معنيا برد المفتي عبدالعزيز آل الشيخ حول قضية مقارنة تنظيم المونديال بالحج.
وقال الغيث، في اتصال مع CNN بالعربية بعد تغريدة له الأحد وجهها للعريفي أعلن فيها مقاضاته أمام المحكمة الجزائية بالرياض بعد انقضاء مهلة منحه إياها للاعتذار عن إعادة تغريد قصيدة مسيئة بحقه: “ما فعلته على تويتر لا يعد تبليغا رسميا إنما هو جاء من باب الإحاطة والتأكيد على التبليغ الذي سيتم عن طريق المحكمة على عنوان العريفي، وسيتم لاحقا تبليغه في مركز عمله.”
وتابع الغيث، وهو أيضا أستاذ للفقه المقارن ورئيس لمركز الوسطية للبحوث والدراسات، قائلا: “اخترت التبليغ عبر تويتر لأن الهجاء الذي تعرضت له جاء عبر تويتر في تغريدة أعاد العريفي تغريدها، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون الرد عبر الوسيلة نفسها.”
ونفى الغيث أن يكون قد لجأ إلى القضاء كسلاح بوجه منتقديه قائلا: “رغم كل ما تعرضت له فقد توجهت للقضاء في مرتين فقط، فبعد مئات من التغريدات والمقالات التي ناشدت خلالها الحكماء والعقلاء وجميع الناس على مدار ثلاث سنوات مقاومة ما هو موجود على تويتر من سب وشتم وتكفير وتشويه والتشديد على أنه أمر غير مقبول بالنسبة لنا كعرب ومسلمين ولكن بلا جدوى، وقد رأيت أن ألجأ لحقي الشرعي في القضاء كي أسن سنة حسنة حول كيفية الرد على الإساءات ومقاومة هذه المنكرات.”
وحول أسباب ظهور القصيدة التي اعتبرها مسيئة بحقه قال الغيث: “سبب القصيدة أن الشيخ عبدالرحمن البراك أصدر بيانا ضدي ورددت عليه ببيان مماثل ولكن أتباعه ومريديه لم يعتادوا أن يرد أحد على شيخهم، علما أنني رددت ببيان بينما كان من حقي مقاضاة الشيخ لأنه تجاوز على حقي واعتدى على سمعتي، إلا أنني امتنعت عن ذلك احتراما له في هذه المرة واكتفيت بانذاره.”
وتابع بالقول: “لقد جاء ردهم على ردي من خلال هذه القصيدة التي كتبها شخص كان أجبن من أن يكشف عن اسمه، وعمد إلى نشرها عبر تويتر، وأنا لم أعرها أي اهتمام بداية الأمر، غير أن نشرها عبر إعادة تغريد من قبل العريفي الذي يمتلك واحدا من أكثر الحسابات العربية شعبية عبر تويتر، إلى جانب موقعه كداعية إسلامي، دفعني إلى التمسك بحقي في التصدي لهذه الظاهرة.”
وحول دعوته وزارة الحج إلى الاستفادة من خبرة الدول التي سبق لها تنظيم كأس العالم في قضية إدارة الحشود أوضح الغيث أن تصريحه جاء ضمن مناقشته لتقرير الوزارة المعنية وفقاً لطبيعة أعمال أعضاء مجلس الشورى، مضيفا: “لم يكن القصد آنذاك التقليل من شأن الحج كفريضة دينية إنما مقارنة المسألة التنظيمية بقضية مشابهة في عالم الرياضة، ولا مانع شرعاً من هذا” وفقا لتعبيره.
وحول ما تناقلته وسائل إعلام من ردود للمفتي عبدالعزيز آل الشيخ مستنكرة لهذا التشبيه قال الغيث: “لست المعني بكلام سماحة المفتي الذي لم يذكرني بالاسم، ولكن خصومي وجهوا سؤالا ملغما إليه في إحدى المحاضرات ودلسوا بالألفاظ كي يستعدوه على هذا الموضوع، وقد رد سماحته ردا جيدا ولم يتطرق إلي أو يذكرني.”
وتابع بالقول: “أنا لا اعتبر نفسي معنيا بهذا الرد بل أظن أن صاحب السؤال قد أضر بنفسه لأنه ضلل المفتي الذي لا يعرف أن القائل هو الشيخ عيسى الغيث ولا حقيقة موقفه، ولذلك أطالب بنشر المقطع الصوتي الذي يثبت صيغة السؤال والجواب لأن ما جرى تدليس وكذب على المفتي.”
وختم الغيث بالقول إنه “يحمل لواء الوسطية والاعتدال بمقاومة المتشددين والمتطرفين والإرهابيين”، ورأى أنه “من الطبيعي أن يواجه الشخص الذي يحمل هذه الراية العقبات والأذى” مضيفا: “أنا لست مع الإسلاميين المتطرفين ولا مع الليبراليين المتطرفين بل أعتبر نفسي شخصية إسلامية وسطية معتدلة تنطلق من نور الكتاب والسنة وشريعتهما الغراء السمحة وسأستمر على ما أنا عليه عملاً بقوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً).”
يشار إلى أن الغيث كان قد تبادل البيانات مع الشيخ البراك الذي يتبعه تيار ديني واسع في المملكة، على خلفية مسألة تتعلق بقيادة المرأة للسيارة، ويعتبر العريفي أحد أبرز طلاب البراك، ويتبع حسابه على تويتر أكثر من 4.5 ملايين شخص، ولم يصدر تعليق عنه حتى الساعة، كما لم تتمكن CNN من الاتصال به لمعرفة موقفه.