الفلافل… مؤشر جديد لمعرفة القدرة الشرائية في البلدان العربية

يبلغ سعر الـBig Mac في لبنان 9000 ل.ل. وبالمقارنة مع سعره في الولايات المتحدة، الذي يبلغ 4.62$، يبدو سعر الليرة اللبنانية مبالغاً فيه، أو أنّ كلفة المعيشة في لبنان أعلى من الولايات المتحدة الاميركية بنحو 28.57% بحسب مؤشّر Big Mac.

لكنّ لبنان يُعتبر من بلدان العالم الثالث، أي أنّ استهلاك الوجبات السريعة أو الـFast Food غير مألوف لدى الطبقة الفقيرة التي تلجأ إلى الوجبات اللبنانية الرخيصة. في الولايات المتحدة والبلدان المتقدمة يُعتبر البيغ ماك وغيره من الوجبات السريعة أساسيّاً وفي أساس سلة الاستهلاك للطلاب والسكّان أصحاب الدخل المحدود.

بيغ ماك- فلافل

من هنا أدخَلت مجلة Forbes مؤشّراً جديداً خاصاً ببلدان الشرق الاوسط: مؤشّر الفلافل. تُعتبر الفلافل حصة غذائية رخيصة مناسبة لكلّ الطبقات. وبحسب هذا المؤشّر أيضًا سعر الليرة مبالَغ فيه. أي أنّ المؤشّرين مطابقان لجهة المبالغ بتحديد سعر صرف الليرة.

في بيروت وفي الدوحة يمكن شراء 4 سندويشات فلافل بقيمة 10$، علماً أنّ الناتج المحَلي في قطر 173 مليار دولار مقابل أقلّ من 43 ملياراً في لبنان. أي أنّ الأكلة اللبنانية “الرخيصة” ليست رخيصة، بل سعرُها مضخّم في السوق اللبناني مقارنةً بالناتج المحلي.

أشارت الدراسة أيضًا إلى فرق الأسعار بين المناطق الداخلية اللبنانية: بقيمة 10$ يمكن شراء 7 سندويشات فلافل في جبيل. هذه الأرقام تبرز الفارق الكبير في الأسعار بالمقارنة مع العاصمة بيروت (3 سندويشات)، والمناطق الأخرى. ما يبيّن أنّ الغلاء المعيشي في لبنان غير متوازن في جميع المناطق.

الفروقات لا تشمل فقط الداخل اللبناني بل جيرانه أيضًا، إذ يحيط بلبنان أغلى فلافل وأرخصُها معاً في الشرق الأوسط، ففي حيفا يمكن شراء سندويشي فلافل بقيمة 10$.

بينما سعر الفلافل في إسرائيل يعادل سعر البيغ ماك في الولايات المتحدة، أي 4.62$! يُعتبر الشيكل إذاً، ودائماً حسب Forbes، العملة الأكثر مبالغة في تقديرها في الشرق الأوسط. كما تشير الدراسة إلى أنّ أسعار الطعام في إسرائيل حقّقت أعلى مستويات الارتفاع مقارنةً بالبلدان المتطوّرة منذ العام 2005 حتى اليوم (25% أعلى من الدول الأوربية).

من جهة أخرى، يبلغ سعر سندويش الفلافل في غزّة 0.58$ أي أنّ الفلسطينيين بإمكانهم شراء 17 سندويشاً بقيمة 10$: وهو أرخص سعر في الشرق الاوسط. تلي فلسطين، سوريا بنسبة 0.68 للسندويش.

لكن استنادًا إلى الاوضاع في سوريا وفلسطين فإنّ هذه الأسعار صحيحة مقارنةً بالناتج المحَلي. بصَرف النظر عن مؤشّرَي الفلافل والـ”بيغ ماك”، تبقى كلفة المعيشة في لبنان مرتفعةً، وهي لا تتماشى مع الناتج المحَلي، ولا مع متوسط دخل الفرد.