حملات متنوعة يقود حراكها الشعبي نشطاء مدنيون، وطلبة جامعات، وتنظيمات نسوية مختلفة، في محاولة لإيقاف تيار العنف المتزايد بسبب الاحتقان الطائفي.
ومن تلك الحملات التي لقيت صدى واسعاً حملة “الكتابة على العملات النقدية” لرفض الطائفية حتى صار من المعتاد أن ترى العراقي قبل أن يشتري أية حاجة يخرج ورقة نقدية من محفظته ثم يخرج قلما ويدون عليها كلمة ما، ويسلمها للبائع الذي يعيد التأكد من وجودها وكأنها (كلمة سر) أو”باسوورد” متعارف عليه.
“لا للطائفية” هي أكثر الكلمات تداولا اليوم لأنها مكتوبة على أكبر وأصغر العملات الورقية العراقية؛ حتى ذهبت بعض الصحف إلى أن الباعة لا يقبلون العملة غير المكتوب عليها شعارات الرفض هذه.
ابتدأت الحملة قبل أشهر قليلة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووجدت صداها بين صفوف الطلبة والشباب، لتصبح حملة وطنية تشارك فيها كل شرائح المجتمع العراقي، أما لماذا الكتابة على النقود فيكتب أحدهم: لأن النقود أكثر الأدوات تداولا في حياتنا، وتشكل دورة كاملة بين جميع المواطنين، وبالتالي فإنها أحسن وسيلة للإعلان عن الموقف الشعبي المتزايد لنبذ الطائفية.
ركوب الموجة
عبد العالم مأمون رئيس تحرير جريدة “الاتجاه الثقافي” قال لـ”العربية نت” تفشّى التزوير بشكل كامل في حياتنا، ولذلك صار من المعتاد أن ترى
المشتري أو البائع وهو يقلب العملة بين يديه لفحصها، هذه العادة نفسها تراها اليوم ولكن بشكل آخر، فالجميع ينظر في ما يستلم من نقود بحثا عن كلمة كأنه كان ينتظرها: “لا للطائفية” أو “كفى طائفية نريد أن نعيش” أو كلمات أخرى تناهض التفرقة والاقتتال الطائفي، بعد أن كثرت في الفترة الأخيرة حوادث الاغتيال على الهوية والتفجيرات الدموية في مناطق المكونات العراقية المختلفة.
ويضيف “ولأهمية هذه الدعوة فقد اتخذها السياسيون شعارا لحملاتهم في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة باعتبارها الورقة المعتمدة لدى جميع المكونات”.
من جانب آخر، تقول صابرين وهي شاعرة وناشطة شبابية: “لشكّنا في أن السياسيين يشاهدون نشرات الأخبار أو يقرأون الجرائد، اخترنا هذه الوسيلة لأننا نعرف أنهم لا يستغنون عن النقود، رسالتنا محددة (كفى طائفية) و(اتركونا نعيش بسلام) وجلّ ما نخشاه أن من يمسكون بمقدرات البلد يستلمون رواتبهم بالدولار الأميركي وليس بالدينار العراقي”.
خطوة يعرف أصحابها أنها (أضعف الإيمان) بمواجهة السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، لكنهم يأملون أن ينتقل الرفض من العملة الورقية إلى القلوب والضمائر، وبدون ذلك يبقى الرهان على المجهول.