إنه “المسحراتي” أو كما يسميه الأتراك “الضافونجو” الذي يجوب شوارع اسطنبول بطبلته الشهيرة كأحد أبرز وأهم مظاهر شهر رمضان المبارك في تركيا.
من أولئك “المسحراتية” علي ذو الـ50 عاما الذي لا يتوانى في إيقاظ سكان الحي لتناول وجبة السحور عبر ألحان وعبارات وأشعار محفوظة لطالما تعوَّد عليها الأتراك بالرغم من مرور الزمن وتعاقب الأجيال.
طريقة اختيار “المسحراتي” لا تأتي اعتباطا في تركيا، بل هي مهنة منظمة تشرف عليها البلديات من خلال مسابقة فنية تقوم بها لاختيار “المسحراتي” من خلال براعته في قرع الطبول واختيار الألغاز المسجوعة لتحفيز النيام على الاستيقاظ وقت السحور.
ورغم أن البعض يجد في “المسحراتي” بطبلته التقليدية مصدرا للإزعاج، ورمزا قديما عفا عليه الزمن، بعد انتشار وسائل التنبيه الحديثة، إلا أن الأتراك يتمسكون بـ”المسحراتي” لتعبيره عن تراث عثماني أصيل، ومظهر محبب من مظاهر شهر رمضان الذي تزدحم من خلاله شوارع اسطنبول العامرة بالمساجد بالمصلين، وبموائد الإفطار المنتشرة في شوارعها وأزقتها، لتضفي عليها أجواء رمضانية ساحرة.