“نعم، الأرض تدور”، ليس غريباً، فهذه النظرية بات الجميع يؤمن بها، لكن عندما تقرأ ما حصل مع الكاتب السعودي، نجيب الزامل، ستتأكد أن الأرض تدور حقاً، ولابد لشخص أن يلتقي بآخر يوماً في مكان ما على هذه المعمورة. الكاتب نجيب الزامل تحدث عن قصة حصلت معه في مطار جدة بعد أن تأخرت طائرته، ليجلس وينتظر كغيره، لكنه لم يكن جلوساً عادياً، فقبل سنوات وصلت للزامل هدية (لم يفتحها حتى الآن)، من شخص مجهول، ورغم محاولاته المستميتة لمعرفة مرسلها إلا أنه فشل ووصل إلى طريق مسدود. ليس هنا بيت القصيد، ما حصل أن الزامل أثناء جلوسه منتظراً في قاعة انتظار مطار جدة، جلس أمامه زوجان وبرفقتهما فتاة صغيرة.
أوضح الزامل بداية أنه ارتاب من نظرات الزوجين له، لكن فيما بعد تم كسر حاجز النظرات، وقطع الشك باليقين: “نعم، إنه أنت”، ردت السيدة الشابة قائلة: “شفت بنتي هادي لو ما الله سبحانه ثم أنت، كان ما خرجت للدنيا ولا أنا وجوزي كنا مع بعض!!”.
وفي قصة طويلة نسجت خيوطها ذكريات حزينة للزوجين، اللذين تطلقا بعد زواجهما بشهر، علم الزامل أنه كان سبباً مباشراً في عودة هذين الزوجين إلى بعضهما نتيجة مقال قام بكتابته، كان بعنوان “كي لا تمزقا القصة” وهو عبارة عن رسالة للأزواج الجدد.
تقول الفتاة إن والدها قام بإرسال صورة من المقال لها وواحدة لزوجها، رغم أنه أصيب بعارض صحي نتيجة حزنه الشديد على طلاق “أبناء العم”، وما هو إلا أسبوع حتى تحول الطلاق إلى عرس جديد، بعد أن أثر فيهما المقال، ورزقا لاحقاً بابنتهما.
لكن، المفاجأة الأكبر تكمن في أن والد الفتاة هو صاحب الهدية التي وصلت إلى الزامل قبل سنوات، حيث قالت الزوجة للزامل: “إيوا، نسيت أقول لك حاجة، أبويه من فرحته برجوعنا اشترى لك هدية حرص في اختيارها وأرسلها لك كعرفان من دون ذكر اسمه”.
وتابعت الشابة إنها قالت للوالد إنها ستتصل بالزامل وتخبره بالهدية والقصة، والوالد رفض بشكل مطلق: “إلا إذا قابلتيه بدون أي ترتيب. وتصورتُ استحالة ذلك”.
أما الزوج، فتكلم موضحاً: “إحنا علقنا صورة المقال وفيها صورتك بعناية على مدخل البيت، وابنتنا تشوفه من ربي خلقها”. ليتوقف عندها الزامل أمام مقولة “الإيطالي جاليليو” بأن “الأرض تدور”، وأن الحي لا بد وأن يتلاقى ولو بعد حين.