في قلب المدينة، حيث بإمكان الزائر للعاصمة الأردنية عمان أن يتجول بين معالم تاريخية، يقصد السياح من مختلف جنسيات العالم مكاناً لتذوق الحمص والفول والفلافل.
ويعد “مطعم هاشم” الشعبي من أشهر المطاعم، الذي بات سيرة المدينة وظاهرة شعبية يجتمع فيه الأصدقاء والأحبة والزوار على سفرة متواضعة مكونة من طبق الفول المشهور والحمص والمسبحة والفلافل. كل هذا يستهوي الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، وكذلك الأثرياء وشخصيات سياسية وفنية مشهورة.
وعلى جدران المطعم ثمة عشرات المقالات الملحقة بالصور التي وثقت أهمية وعراقة هذا المكان العمّاني، إضافة إلى صور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته وأنجالهما الأمراء خلال زيارتهم مطعم هاشم، حيث شاركوا الناس الأكلة الشعبية، وصور أخرى كثيرة لشخصيات مختلفة زاروا المكان.
تأتي شهرة “هاشم” الكبيرة التي وصلت العالمية – رغم بساطته ومكانه الضيق – بسبب تنوع مرتاديه من الملوك والأمراء والشخصيات السياسية الأردنية والعربية والفنانين والإعلاميين من مختلف الجنسيات الذين قدموا إلى عمّان سابقاً وأكلوا الفول والحمص في هذا المطعم، بحسب ما يذكر أبو حمزة، وهو أحد مؤسسي المطعم.
ويضيف أبو حمزة لـ”العربية.نت” أن زبائن المطعم من كل دول العالم، فـ”لا يوجد زائر يأتي إلى عمّان إلا ويزور المطعم ويتناول الوجبة الشعبية”.
ولعل ما يلفت الانتباه في المطعم الشعبي هو عدم وجود فوارق اقتصادية بين الناس، حيث يجتمع على صحن الحمص أشخاص من أستراليا وبريطانيا وأميركا وجنوب إفريقيا، وغيرها.
السائح الأميركي جون يأتي إلى عمّان برفقة أصدقائه قاصداً “هاشم” بكل زيارة يقوم بها إلى المنطقة، حيث يوضح لـ”العربية.نت” أنه يحب الأكل العربي، خصوصاً الشعبي منه، لذا يواظب على الإفطار في المطعم هذا.
وشهد المطعم روايات وقصصاً كثيرة لأصدقاء اجتمعوا على صحن الحمص والفلافل أجيالاً وكبروا مع المحل.
يقول الحاج حاتم نوري النهار، الذي وجد في “هاشم” متسعاً للحب والغزل “الحمص والفول كانا حافظين للسر، زرت المطعم لأول مرة عام 1963 عندما كنت طالباً في الإعدادية”.
ويستذكر الحاج حاتم الساندويتش الذي كان سعره قرشاً واحداً فقط، ولهذا هو مناسب للجميع، كما يقول.
وفي “هاشم” قصص أخرى كبرت حول صحن الحمص. أبو سعد الزعبلاوي يروي لـ”العربية.نت” قصة المصاهرة التي اكتملت معالمها في مطعم هاشم الشهير.
يقول أبو سعد إنه التقى بأبو العز الذي أصبح فيما بعد أخا زوجته بمحض الصدفة في مطعم هاشم، عندما كان المكان يعج بالزبائن فلم يجد سوى سفرة واحدة جمعته مع صهره في ثمانينات القرن الماضي، ومنها بدأت الصداقة ومن ثم المصاهرة.
من جهته، يقول أبو العز عبدو إنه من وقت تعرفه في المطعم على أبو سعد لم ينقطع عن “هاشم” وأطباقه الشهية التي كانت سبباً في المصاهرة.