د ب أ- كثير منا يظن أن الشعور بالملل أثناء العمل يعد أمراً سلبياً، لكن على العكس من ذلك، حيث تشير دراسة جديدة إلى أن هذا الملل يمكن أن ينطوى على نتائج إيجابية، من بينها زيادة القدرة الإبداعية، لأنه يمنحنا الوقت لإطلاق العنان لأحلام اليقظة.
جاء ذلك فى دراسة تقدمها اليوم، الأربعاء، الدكتورة ساندى مان وريبكا كادمان، بجامعة سنترال لانكشاير، فى المؤتمر السنوى لفرع الطب النفسى المهنى بالجمعية البريطانية للطب النفسى بفندق كراون بلازا فى مدينة شيستر.
وذكرت مجلة “ساينس ديلى”، المتخصصة فى الشئون العلمية، أن الدكتورة مان والسيدة كادمان أجريتا دراستين، فى الدراسة الأولى طلب من 40 شخصاً تنفيذ مهمة مملة (نسخ أرقام من دليل الهاتف) خلال 15 دقيقة، ثم طلب منهم بعد ذلك استكمال مهمة أخرى (اقتراح استعمالات مختلفة لاثنين من الأكواب المصنوعة من مادة البولسترين)، لإتاحة الفرصة لإظهار قدرتهم على الإبداع.
وتبين أن الأربعين شخصاً الذين قاموا بنسخ أرقام الهواتف كانوا أكثر إبداعاً فى هذه الحالة، مقارنة بمجموعة معينة من الأشخاص، طلب منهم فقط اقتراح استعمالات للأكواب.
ولمعرفة ما إذا كانت أحلام اليقظة تمثل عاملاً فى ذلك جرى إدخال مهمة مملة ثانية، سمحت بقدر من أحلام اليقظة أكثر من مهمة الكتابة المملة. وفى هذه الدراسة الثانية، تم تكليف 30 شخصاً بنسخ أرقام الهواتف، مثلما حدث فى الدراسة الأولى، لكن الدراسة شملت مجموعة ثانية مكونة من 30 شخصاً طلب منهم قراءة الأرقام بدلاً من كتابتها.
وتوصل الباحثون، مرة أخرى، إلى أن الأشخاص الذين طلب منهم كتابة الأرقام كانوا أقل إبداعاً، لكن الأشخاص الذين اقتصرت مهمتهم على مجرد قراءة الأسماء كانوا أكثر إبداعاً من الأشخاص الذين تعين عليهم كتابتها.
ويدل هذا على أن الأنشطة المملة الأكثر سلبية مثل القراءة أو ربما حضور الاجتماعات، يمكن أن تؤدى إلى درجة أكبر من الإبداع، حيث إن الكتابة بتقليلها من فرص أحلام اليقظة تحد من تأثيرات الملل المعززة للإبداع.
وتقول الدكتورة مان، “دائما ما ينظر إلى الملل فى العمل باعتبار شيئاً ينبغى التخلص منه، لكن ربما يجب علينا تقبله من أجل تعزيز قدرتنا الإبداعية”.