الصورتان، وإحداهما نادرة لأنها واضحة الوجه أعلاه، هي لمن تأكدوا حتى الآن من قتله 84 شخصا. أما باقي ضحاياه، ممن يعتقدون أنهم يرفعون العدد الإجمالي إلى 180 على الأقل، فقد بدأوا يحققون بملابسات وفاتهم، بنبش قبور المدفونين منهم في المقابر، فيما يصعب التأكد ممن تم حرق جثثهم بناء على وصياتهم أو رغبات ذويهم.
هذه المعلومات الجديدة ظهرت أمس عن Högel Niels الذي عمل بدءا من 1999 حتى 2005 كممرض، وخلالها قتل ضحاياه على مراحل “لأنه كان يشعر بالملل” ولم يجد طريقة يملأ بها أوقات فراغه سوى الانشغال بالمستحيل الأكبر، وهو “إعادتهم أصحاء ثانية إلى الحياة”، وفي الفيديو لقطات أرشيفية لمحاكمته قبل عامين، ولنوع الدواء الذي كان يحقن به ضحاياه، كما لبيته وللمستشفى مسرح جرائمه، إضافة لما أعلنه مسؤولون ألمان من معلومات جديدة عنه أمس.
بعض حكايته الطويلة، ورد عبر الوكالات منذ اعتقلوه وحكموا عليه في 2015 بالسجن المؤبد، لإثباتهم قتله لمريضتين، إلا أن معلومات جديدة حصلوا عليها بعد تحليل 134 جثة مدفونة، وفق ما بثته الوكالات، كما ومترجما أيضا من مواقع وسائل إعلام ألمانية، كصحيفة Bild الموردة بعدد اليوم الثلاثاء أن أحد محرريها زاره في سجنه وتحدث إليه، دفعت السلطات الألمانية إلى التحقيق معه مجدداً، لاشتباهها بأن قتلاه هم بين 90 و180 على الأقل، وقضوا بسلاح واحد تقريبا.
فأسرعت ومنعته من إكمال نواياه
كان ” #نيلز_هوغل” البالغ 40 سنة، يتسلل إلى غرف الإنعاش، باحثا فيها عن مرضى أكثر حرجا، وهناك يحقن الواحد منهم بجرعة زائدة من #دواء للقلب، يلفظ بعدها المحقون آخر أنفاسه ميتاً، ومنهم من لاحظت زميلة له بالتمريض أنه يكاد يحقنه بدواء لم يصفه له أحد من الأطباء، فأسرعت ومنعته من إكمال نواياه، وبعد التحقيق اتضح أنه كان يتعمد الإجهاز عليه، لذلك اعتقلوه بتهمة محاولة #القتل، وحكموا عليه في 2008 بالسجن 7 أعوام ونصف العام، وخصصوا له أطباء نفسانيين يعالجونه مما هو فيه.
المعالجون اكتشفوا منه بالذات ما صعب عليهم تصديقه في البداية، وهو اعترافه بحقن 50 آخرين بجرعات زائدة من أدوية للقلب ليست موصوفة لهم، لذلك فتحوا تحقيقا واسعا بشأنه، وذاع صيته الإجرامي بكل #ألمانيا، وعبر خبره حدودها إلى وسائل إعلام دولية، من دون أن تتمكن أي منها من الحصول على صورته إلا مغطى الوجه، وهي التي تنشرها “العربية.نت” مع غيرها أعلاه، وكانت أثناء محاكمة ثانية خضع لها في مدينة Oldenburg بولاية “سكوسونيا السفلى” حيث عمل ممرضا بأحد مستشفياتها في الشمال الألماني، وهناك ارتكب مجزرته.
تلك #المحاكمة انتهت قبل عامين بسجنه مدى الحياة بعد إثبات قتله للمريضتين، وعند لفظ الحكم عليه اعتذر “نيلز هوغل” لأقارب ضحيتيه، وقال إنه لم يكن يريد قتلهما، بل إيصالهما إلى الإشراف على الموت، ثم يقوم هو بإنعاشهما لتعودا إلى الحياة بصحة كاملة مجدداً، وعندما سألوه عن سبب قيامه بذلك، أجاب بأنه كان يشعر بالملل وأراد أن ينشغل بأمر هام، ولم يجد طريقة أفضل، سوى النيل من عصفورين بحجر واحد: يتسلى ويفيد الآخرين معا. إلا أنه أخطأ بالحساب.
لا أحد يعلم بعد عدد جرائمه
وآخر المعلومات بشأنه ذكرتها قبل يومين “آرن شميدت” رئيسة لجنة التحقيق معه، وقالت: “بعد تحليل 134 جثة مدفونة، وجمع مئات الشهادات، نؤكد ارتكاب 90 جريمة على الأقل، وهناك عدد مماثل يجري التثبت منه (..) وهو رقم فريد بتاريخ ألمانيا” فيما نقلت الوكالات عن “دانييلا بوليمان” المدعي العام في مدينة “أولدنبرغ” إن الممرض لا يتذكر كل الحالات “لكنه يتذكر تصرفه في قتل 30 مريضا”. أما أحد المشاركين بالتحقيق، واسمه توماس ساندر، فقال: “لا أحد يعلم بعد كم هو عدد الجرائم التي (ارتكبها) وسيتم اكتشافها”، وفق تعبيره.
وفي عددها اليوم، نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية، صورة جديدة للحاقن ضحاياه بالجرعات الزائدة، وهي التي تنشرها “العربية.نت” أعلاه مع صورتين أخريين نشرتهما سابقا، إضافة إلى صورة السجن النزيل فيه بالمؤبد.
هذا يريد يتسلى قتل 84 شخص !! هذا لو نوى يقتل مُصيبه !!
يتسلى !!