تتكرر المشاهد المؤلمة في المستشفيات، خصوصاً التي تعاني من سوء في تقديم خدماتها الصحية للحالات الحرجة والتي تتطلب التدخل السريع، وفي حادثة جديدة شهدتها المنطقة الشرقية، وتحديداً في مستشفى الجبيل العام دخلت الطفلة “الهنوف” التي تبلغ من العمر سنة وبضعة شهور إلى المستشفى تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة لتصل الى مرحلة الوفاة “الإكلينيكية” بسبب إهمال المستشفى على حد وصف والدها.
وبحسب ما نشرته صحيفة “الحياة” بطبعتها السعودية، يروي والد الطفلة محمد الذيابي، تفاصيل القصة موضحاً أن الطفلة عانت من ارتفاع في درجة الحرارة لمدة 3 أيام، ما استدعى نقلها إلى مستشفى الجبيل العام، حيث أدخلت الى غرفة الطوارئ، لفحصها من قبل الطبيب المختص، وكانت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، يصاحبها تشنجات، إلا أن سوء وضع الطفلة لم يشفع لها بالإسراع في تشخيص حالها.
وأشار الأب إلى أنها بقيت لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يتم إسعافها، وقال “كان الأطباء يشاهدونها من دون عمل أي شيء، بحجة أنه سيتم فحصها بعد توقف التشنجات فطلبت منهم وضعها على أجهزة الأوكسجين، إلا أنهم رفضوا طلبي”.
عملية إسعاف بدائية
واصفاً عملية إسعافها بالبدائية، حيث ذكر أن أحد الأطباء شاهدها تتشنج، ولاحظ وجود تحدب في القدمين، فأخبره والدها أنه لكونها بدأت حالياً في المشي، إضافة إلى إصابتها ببرودة شديدة في أطراف اليدين والقدمين.
وتفاجأت أسرتها أثناء عملية نقلها من غرفة الطوارئ، إلى حجرة التنويم، بطلب الممرضة بأن تقوم والدتها، أو العاملة المنزلية بحملها على يديها إلى الغرفة، ما أثار غضب الأب، مؤكداً على نقلها بسرير خاص، إلا أن الممرضة أصرت على نقلها بهذه الطريقة، قائلاً “كانت آخر مرة أشاهد فيها ابنتي، وهي تتحرك”.
وأشار الذيابي، إلى أن ابنته بدأت تدخل في لحظات غيبوبة موقتة، وكانت تعاني صعوبة في التنفس، وخضعت للتحاليل، من خلال أخذ عينة من الحبل الشوكي، وبعدها دخلت في غيبوبة كاملة، موضحاً أن الأطباء المعالجين شخصوا الحالة بإصابتها بفيروس، بدأ بالأطراف السفلية من الجسم، وتوقف عند الرئة، ما أدى إلى تعطل بعض أجهزة الجسم.
ونصح الأطباء الأب، بنقل الطفلة إلى مستشفى متخصص، نظراً لحاجتها الماسة إلى غرفة عناية فائقة للأطفال، واستشاريين مختصين في المخ والأعصاب، وهو غير متوافر في مستشفى الجبيل العام.
نقل الطفلة
وتواصلت الصحيفة مع المتحدث باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أسعد سعود، لبحث إمكان التدخل سريعاً، لنقل الطفلة إلى مستشفى خاص، حيث تم التنسيق، وأخذ الموافقة من أحد أكبر المستشفيات الخاصة في محافظة الخبر، ويجري العمل على إنهاء إجراءات نقلها.
وكشف والد الطفلة، أنه بعد وصول الهنوف إلى المستشفى، قام الأطباء بإدخالها إلى غرفة العناية الفائقة، نظراً لخطورة حالها الصحية، ولكون ضغطها منخفضاً بشكل كبير، واكتشف الأطباء أن جميع أعضاء وأجزاء الجسم متوقفة عن العمل، نظراً لتوقف المخ عن العمل، بسبب عدم وصول الأوكسجين له”.
وذكر الأب، أن وضع الطفلة سيئ للغاية، وأن الأطباء صنفوها «متوفاة إكلينيكياً»، متهماً مستشفى الجبيل العام، بـالتسبب في تدهور الحال الصحية للهنوف، لعدم تقديم الرعاية الطبية المناسبة لها، وعدم توافر الخدمات الطبية اللازمة في المستشفى لمثل هذه الحالات.
الله ينظر بحالها
ويلطف بها امين