تدعو ضحية اغتصاب جماعي في باكستان الى توفير تعليم افضل للفتيات كوسيلة اساسية لوضع حد للاضطهاد الذي تتعرض له النساء في بلادها. وتقول ماي مختار وفقاً لوكالة فرانس برس “التربية هي الاهم فعلا”.
ولكن ماي التي لا تعرف عمرها بالضبط لكن تظن انها في الاربعين تقريبا، حصلت على اعتراف دولي بعدما تجرأت على تحدي المعتدين عليها. ومنذ الاعتداء عليها قبل عشر سنوات تقريبا اسست عدة مدارس في باكستان.
في العام 2002 عندما ارادت رفع شكوى على المعتدين عليها كتب عناصر الشرطة “ما ارادوه” في تقريرهم. وقد وقعت ماي الامية على افادتها من خلال بصمة بسيطة في اسفل الوثيقة ولم يكن لديها اي وسيلة للتحقق من ان راويتها دونت بحذافيرها.
وكان مجلس البلدة امر بتعرضها لاغتصاب جماعي لمعاقبة شقيقها البالغ 12 عاما الذي اتهم خطأ استنادا الى نتيجة تحقيق لاحق، باقامة علاقة غير شرعية مع امرأة من قبيلة منافسة.
وبموجب التقليد كان نبغي على ماي ان تقدم على الانتحار او مغادرة البلدة لصون شرف عائلتها.
الا انها تحدت التقليد واختارت ان تلاحق المعتدين عليها قضائيا. وسمح لها العطل والضرر الذي حصلت عليه بتمويل اول مدرسة اسستها للبنات. واصبحت قصتها منذ ذلك الحين مصدر الهام لنساء اخريات في باكستان.
تقول ماي التي استعانت بمترجمة فورية “انا فخورة فعلا بان نساء اخريات غير مضطرات بفضلي الى الفرار او الانتحار وان يتمكن من تقديم شكوى لدى الشرطة”.
لكنها تقر انها فكرت فعلا بالانتحار. توضح “الذين اعتدوا علي جنسيا اتوا شخصيا لتهديدي بالقتل ان توجهت الى الشرطة”.
وتضيف “كنت انوي التوجه الى الشرطة لكي يقدموا على قتلي واتمكن تاليا من مغادرة هذا العالم”.
في هذه الاثناء التقت ماي “اشخاصا مثقفين جدا” اقنعوها “بالقيام بشيء ما من اجل الاخرين بدلا من الموت، حتى لا تستمر الامور على هذا النحو”.
ومع ان والدتها ايدت قرارها الا ان بقية العائلة اصيبت بصدمة. وهددها احد اشقائها بالقتل اذا رفضت الانتحار على ما تؤكد ماي.
ومنذ ذلك الحين تعلمت ماي الكتابة والقراءة وفتحت مدرستين ابتدائيتين في منطقة البنجاب فضلا عن ملجأ للنساء وقد تغير موقف عائلتها منها. وتقول “الان يدعمونني جميعا”.
لكن محكمة باكستان العليا برأت خمسة رجال حكم عليهم بالاعدام بعد ادانتهم بتهمة اغتصابها وحولت الحكم الصادر بالمتهم الرئيسي الى السجن مدى الحياة.
وتتلقى ماي تهديدات باستمرار. لكنها تؤكد “هذا لن يوقفني عن العمل. علينا ان نأمل دائما بان الوضع سيتغير في باكستان”.
ومع ان الاعتداءات الجنسية تحصل في كل دول العالم الا انها منتشرة كثيرا في باكستان والهند على ما تضيف.
وتقول باسف “المشكلة تأتي من ان القوانين اقل صرامة. هي لا تفينا حقنا”. ومع ان الاجراءات القانونية متوافرة فانها نادرا ما تطبق.
ولماي طفلة في الثالثة وصبي في عامه الاول وتقول “احاول ان اولي اهتماما اكبر بابنتي”.