وصف ابنه بحيوان وكلب وإرهابي، ودعا عليه بأن يذهب إلى جهنم، وبعد يومين تغيّر وصفه لابنه محمد إموازي، المعروف بلقب “ذباح داعش” عربيا، أو “الجهادي جون” للإعلام الغربي، وذكر أنه ليس كما يزعمون “ولا يوجد ما يثبت في ما جرى تداوله إعلاميا، خصوصاً عبر شرائط للفيديو والأفلام المعروضة، أن المتهم هو ابني محمد ذاته”، كما قال.
كلام الأب البريطاني من أصل عراقي، جاسم إموازي، نشرته صحيفة “القبس” الكويتية بعددها اليوم الأربعاء بعد أن قابلته في حضور محاميه، حيث شرح “أن هناك الكثير من الإشاعات الكاذبة. إذ شعرت بأن بعض المواطنين صدقوها، لذلك وكَّلت محامياً للدفاع عني، وإثبات أنني منكم وفيكم، وأن ما يُقال غير صحيح”. أما محاميه سالم الحشاش فوعد بأنه سيبدأ الأحد المقبل بمقاضاة كل من أساء لموكله جاسم إموازي أو أسرته، من كتبة تغريدات في “تويتر” مرورا بوسائل إعلام نشرت عنه معلومات مغلوطة.
والكلام نفسه قاله الأب أمس الثلاثاء لمراسل محطةITV News البريطانية، في حضور محاميه أيضا، حيث نجد جاسم إموازي يظهر لأول مرة في فيديو نراه ببدايته يصافح مراسل المحطة، ثم يظهر المحامي وبيده نسخة عن تقرير كتبته “العربية.نت” الاثنين الماضي بعنوان “والد “ذباح داعش”: منذ 2013 وأنا أنتظر خبر موته” وهي معلومة استمدتها مما نشرته عنه “القبس” بموقعها الاثنين أيضا.
الابن: “أرجوكم سامحوني” الأب: “الله يلعنك”
ومما قاله الحشاش في “القبس” إن موكله خضع (السبت الماضي) للتحقيق في وزارة الداخلية الكويتية طوال 3 ساعات “وأخلي سبيله بلا ضمان، لعدم وجود أي شبهة اتهام”، وإن السفارة البريطانية تتابع أخباره يوميا، وتم توكيل محام في بريطانيا للدفاع عن أسرته الموزعة بين 3 دول ضد الإساءات التي تعرّضت لها، وأفرادها هم: محمد، الذي امتهن الذبح وجز الرؤوس في الرقة بالشمال السوري، ثم الأم غنية وأبناؤها شيماء وعمر وإسراء وهناء، وهم في لندن، إضافة للأب وابنته أسماء، ويقيمان بالكويت.
وكان الأب، طبقاً لما ذكرت صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية في تقرير لها من الكويت، قال لابنه: “أنت كلب وإرهابي” ردا على طلب كبير أولاده العفو والسماح منه عندما كان بطريقه للانضمام في 2013 إلى “داعش” في سوريا “إلا أن الأب تمنى لولده أن يقتل،” بحسب ما قال في مكالمة هاتفة مع صديق كنيته “أبومشعل” وعمره 40 سنة، حين شرح له سبب غيابه عن عمله بجمعية تعاونية في الكويت” على حد ما نقل مراسل الصحيفة عن الصديق الذي طلب عدم ذكر اسمه.
كتب المراسل نقلاً عن أبو مشعل أن جاسم إموازي “كان يبكي بحرقة وهو يحدثني عن ابنه بالهاتف الاثنين الماضي” وأخبره الأب عن ابنه بأنه: “كلب وحيوان وإرهابي” وأنه تحدث إليه كثيراً ليعود إلى حياته العادية، لكنه لم يسمع لكلامه، وقال عنه لأبي مشعل: “يروح لجهنم” في معرض تنكره للابن حين اتصل هاتفياً في 2013 من تركيا ليخبر أبويه أنه سيذهب ليقاتل في سوريا، وقال: “أرجوكم سامحوني، سامحوني عن كل شيء” ورد الأب جاسم بما معناه: “الله يلعنك، أتمنى موتك قبل أن تصل إلى سوريا”.
يوم حزن “الذباح” على ضحايا العمليات الإرهابية
وما زال “الذباح” الأشهر يثير الجدل، فأمس الثلاثاء نقلت “رويترز” أن تسجيلا صوتيا مدته دقيقتان أظهر أنه دان هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، طبقا لما أخبر به أحد أعضاء منظمة CAGE البريطانية لحقوق الإنسان، قائلا إنه ذكر ذلك إلى محقق بريطاني استجوبه “إلا أنه اشتكى من أن المحقق لم يصدقه” طبقاً لما ذكر لعضو الجمعية، ونقله العضو للوكالة.
مما قاله إموازي للمحقق الذي استجوبه، إن الهجمات التي حصدت 52 قتيلا في 2005 بلندن “هي نتيجة للتطرف”، وإنه في أفغانستان “يتم قتل أبرياء”. أما هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، فقال عنها: “لو كان باستطاعتي إعادة الحياة إلى القتلى لأعدتها.. أعتقد أن ما حدث كان خطأ” في تعبير يبدو معه وكأنه رقيق القلب ويشعر بمآسي الآخرين.
لكن صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية، ذكرت العكس تماما في خبر قالت فيه إن إموازي “كان عضواً في تنظيم على صلة بمن أدينوا بمحاولة تنفيذ تفجير آخر بعد أسبوعين من الأول في شبكة قطارات الأنفاق ببريطانيا ذلك العام، وأن أحد أعضاء التنظيم تحدث هاتفيا إلى الإثيوبي حسين عثمان، الذي أدانه القضاء بالسجن 40 سنة لمشاركته بالمحاولة، وكان الاتصال في اليوم الذي خططوا لتنفيذها فيه، ولم يفلحوا.
كل راتبه يذهب إيجارا للبيت، فمن أين يعيش؟
كما هناك جديد آخر بِشأن “الذباح” وارد بعدد اليوم الأربعاء من “التايمز” البريطانية، من أن الزيارة التي قام بها وزير العدل الكويتي يعقوب الصانع إلى لندن الأسبوع الماضي “سعيا إلى توقيع مذكرة تفاهم قانونية مع بريطانيا لتبادل المجرمين” شملت الحديث مع نظيره البريطاني كريس غريلنغ “عما تم كشفه حديثا عن إموازي”، مضيفة أن عائلته في لندن تعيش على معونات اجتماعية من الحكومة، في وقت يعمل فيها والده في الكويت.
وكان الأب يعمل في لندن سائقاً لسيارة خاصة، ودليلا للكويتيين الذين كانوا يزورونها للسياحة أو العلاج، لا أنه انتقل إلى الكويت للعمل والإقامة فيها، وكانت آخر زياراته إلى لندن في أكتوبر 2013 وتلاها بثانية بعد شهر، وفق ما قرأت “العربية.نت” في صحف بريطانية، ومنها “الديلي تلغراف” التي ذكرت أنه يقيم في الكويت مع والدته وابنته أسماء وشقيقه الأصغر في بيت بعيد 45 كيلومتراً عن عمله كأمين مخزن في “جمعية العبدلي الزراعية” وإيجاره الشهري يعادل راتبه، أي 1000 دولار، فمن أين يؤمن مصروفه؟
السؤال طرحته “القبس” بحسب ما ورد أمس الثلاثاء في خبرها عنه، على أحد زملائه بالعمل، فأخبرها الزميل أن جاسم إموازي سبق وأبلغه أن ظروفه المادية “جيدة، وهو لديه شركة تاكسي في لندن لخدمة السياح والمرضى الكويتيين والخليجيين، فضلا عن أنه كان يعمل مترجماً لهم، وكل ذلك مقابل مبالغ من المال”. إلا أن خبر “التايمز” بأن العائلة تعيش على المعونات الاجتماعية في لندن ينسف رواية الأب .