أصبح الجميع مغرمون بالتقاط صور الـ”سيلفي”.. الأشقاء والأصدقاء والأقارب وزملاء العمل وحتى الآباء.. ولكن لماذا يفعلون ذلك؟
مجموعة من طلاب الدراسات العليا بجامعة “بريغهام يانغ” BYU قرروا البحث لمعرفة السر وراء شغف الناس بالتقاط ومشاركة صور الـ”سيلفي”، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
واكتشف الباحثون أن الأسباب تتجاوز النرجسية، ويمكن تصنيف ملتقطي الـ”سيلفي” في 3 مجموعات: القائمون بأعمال الاتصالات، وأصحاب السير الذاتية، والمهتمون بالدعاية الشخصية.
وفي سلسلة رسائل نصية أجريت في وقت متأخر من الليل، فإن طلاب الاتصالات بجامعة “BYU” طرحوا على أنفسهم السؤال التالي: ما الذي يحفزني ويحفزك، ويحفز الناس من جميع الأعمار والثقافات والأجناس والأديان إلى أن يأخذوا ويشاركوا لقطات الـ”سيلفي”؟
وفي حين أنه يوجد تصور عام قد يؤدي بالناس إلى الاعتقاد بأن ملتقطي الـ”سيلفي” لديهم دوافع نرجسية، فإن البحث يبين أن هناك أسبابا أكثر من ذلك. ففي دراسة نشرتها مؤخراً صحيفة “الاتصالات المرئية الربع سنوية “Visual Communication Quarterly، أوضح فريق الباحثين، المكون من 5 طلاب دراسات عليا، أن دوافع الأفراد غالباً ما تتجاوز هاجس الذاتية والمظهرية.
وبعد تحليل نتائج الاستبيان والمقابلات الشخصية، قام الطلاب بتحديد 3 فئات من ملتقطي الـ”سيلفي” تشمل هواة الاتصالات، وأصحاب السير الذاتية والمهتمين بالدعاية الشخصية.
النوع الأول
وعموماً فإن هواة الاتصالات يأخذون الـ”سيلفي” في المقام الأول لجذب أصدقائهم والعائلة أو المتابعين لهم إلى محادثة.
وبحسب ما أوضحه المؤلف المشارك في الدراسة، الطالب مورين مو إلينزانو: “إنهم جميعاً مشتركون في اتصالات ثنائية الاتجاه”، ويضيف شارحاً: “يقوم الناس بذلك عندما يرغبون في إثارة محادثة.. وعلى سبيل المثال، فإن المشاهير الذين يريدون تشجيع الناس على التصويت بطريق نشر “سيلفي” عبر تطبيق إنستغرام مرفقة بتعليق: “أنا قمت بالتصويت”.
النوع الثاني
أما النوع الثاني، فهم أصحاب السير الذاتية الذين يستخدمون الـ”سيلفي” كأدوات، لتسجيل الأحداث الرئيسية في حياتهم والحفاظ على الذكريات الهامة. وفي حين أن الناس في هذه المجموعة لا يزالون يرغبون في أن يرى الآخرون صورهم، فإنهم لا يسعون بالضرورة للحصول على ردود الفعل والارتباطات التي يحرص عليها أصحاب الاتصالات.
فمثلاً رائد الفضاء بوكالة “ناسا”، سكوت كيلي، والذي عاد إلى الأرض في 2016 بعد عام قضاه في الفضاء، قام بالتأريخ لرحلته مع صور شخصية من الفضاء.
النوع الثالث
أما أصحاب الدعاية الشخصية، وهم في واقع الأمر أصغر المجموعات “هم الذين يحبون توثيق كافة تفاصيل حياتهم”، وذلك وفقاً لما يقوله المشارك في الدراسة، هاربر أندرسون، مضيفاً: “وبتوثيقهم ومشاركتهم في لحظات حياتهم، فإنهم يأملون في تقديم أنفسهم وقصصهم في صورة إيجابية”.
واستعرض الباحثون بعض الأمثلة لهذا التصنيف من بينهم تايلور سويفت وكاتي بيري والأخوات كارداشيان.