بلغت الخسارات الفادحة التي مني بها جيش الأسد، على مستوى الضباط والجنود، حداً أصبح معه الانتحار، حلاً وحيداً أمام أنصاره، تعبيراً منهم عن عدم تقبّل هذا الواقع الذي أصبحوا فيه مجرد أدوات يزج بها، ليقتلوا دفاعاً عنه ولبقائه رئيساً على بلد اتشح بالسواد، لكثرة المقابر التي كانت النتيجة الحتمية لسياسة القتل والتدمير التي يتبعها منذ قيام الثورة السورية عليه عام 2011.
فقد انتحرت سيدة تدعى دلال محمد ديوب، الأحد، من مدينة حمص حي الأرمن، حزناً على ابنها الذي قتل دفاعاً عن الأسد، ولم تستطع أن تتقبّل فكرة مقتله تحت أي عنوان من العناوين التي يجهد نظام الأسد لإقناع بيئته وأنصاره بها، بينما الحقيقة أنه يزجّ بأنصاره ويعرّضهم للقتل، فقط ليبقى رئيساً، مهما بلغت الكلفة التي تجاوزت نصف مليون قتيل، في أغلب التقديرات.
وعلى الرغم من أن القتيل قد قضى منذ حوالي الشهرين، إلا أن والدته كانت تعاني فقدانه وتفشل بالاعتياد على فكرة مقتله. تبعاً لما ذكرت مصادر مختلفة كقناة “شامنا” الموالية للأسد، وموقع “دمشق الآن” القريب من نظام الأسد، وأيضاً “تلفزيون الخبر” الذي أكد أن السيدة انتحرت حزناً على ابنها الذي قتل دفاعاً عن الأسد. وكذلك الصفحات الفيسبوكية الموالية التي تعنى بأخبار أنصار الأسد في محافظة حمص، كصفحة “شبكة أخبار حمص الأسد المؤيدة” وصفحات أخرى عديدة. وتم تداول الخبر على نطاق واسع.
وعلم في هذا السياق أن السيدة المنتحرة، في العقد الخامس من العمر، وانتحرت بواسطة قنبلة فجرتها وقتلتها على الفور. وأكدت مصادر شرطة النظام أنها قتلت انتحاراً حزناً على ابنها.
وذكرت مصادر مختلفة، أن السيدة المنتحرة، كانت تواظب على زيارة قبر ابنها القتيل، مدة شهرين، إلا أنها وصلت إلى حد زيارته، ليلاً، في المقبرة التي دفن فيها. ووصل الأمر إلى الانتحار لعجزها عن التكيّف مع واقع مقتل ابنها دفاعاً عن الأسد.
يشار أنها المرة الأولى التي يتم فيها رصد حالة انتحار بين أنصار الأسد حزناً على أحد قتلاه. خصوصاً أن نظام الأسد يعمل على نوعية من المبررات التي تجعل من قتل أنصاره أنفسهم وغيرهم، دفاعاً عن نظامه، كما لو أنه دفاع عن “الوطن”. لكن الوضع مع السيدة دلال ديوب، وصل إلى الانفجار، فلم تنطل عليها “كذبة” الأسد المسوّغة قتل الآخرين والنفس دفاعاً عنه، فانتحرت حزناً وكمداً، وسجلت أول حالة انتحار بين أنصاره تفضح سقوط شعاراته.
الطغاة يدفعون الجنود للدفاع عن كراسيهم و ليس عن الوطن و الشعب: في سوريا بشار المجرم ماكان ليدفع بكل هذه الأعداد من أرواح جنوده دفاعا عن الجولان المحتل و تحريره كما دفع بها للدفاع عن كرسيه و سلطانه!!!