بعد أن أعلنت الداخلية المصرية أن منفذي حادث اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق من طلاب الأزهر، ومن قبل ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على مرتكبين لعمليات إرهابية وتفجيرات تبين أنهم يدرسون بجامعة الأزهر، وجِّهت سهام الاتهامات للأزهر بـ”تخريج إرهابيين”، وكشف باحثون مصريون أن هناك عددا من الكتب تدرَّس بالأزهر ومن ضمن مناهجه وفيها ما يسيء للإسلام ويدعو للقتل والتكفير وإهانة المرأة، حسب تعبيرهم.
المستشار أحمد عبده ماهر، الباحث في الفقه، كشف لـ”العربية.نت” أن “هناك كتبا تدرس لطلاب الأزهر فيها ما يؤدي لتخريج أجيال من الإرهابيين والإرهابيات ولذلك لم يكن مفاجئا أن يكون منفذو جريمة اغتيال النائب العام وغيرها من الجرائم الإرهابية من طلاب الأزهر”، على حد تعبيره.
وقال إن من بين هذه الكتب “الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع” و”الشرح الصغير” و”الاختيار لتعليل المختار” و”الروض المربع بشرح زاد المستقنع”.
وفي هذه الكتب، كما يقول الباحث، ما يحل أكل لحوم البشر، حيث يقول: “وللمضطر أكل آدمي ميت إذا لم يجد ميتة غيره أما إذا كان الميت مسلما والمضطر كافرا فإنه لا يجوز الأكل منه لشرف الإسلام”. وفي الصفحات من 255 إلى 257 من كتاب “الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع” الذى يدرسه طلاب الأزهر، فإنه يحل أكل الإنسان لبعض جسمه وقت المجاعة وللمسلم قتل مرتد وأكله، وقتل حربي، ولو صغيرا، أو امرأة وأكلهما، لأنهما غير معصومين، حسب زعم ماهر، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث يجوز للإنسان أكل لحمه حيا. وفي الكتاب نفسه يقول المؤلف إن للمسلم لكفاية لشر الكافر أن يفقأ عينه، أو يقطع يديه ورجليه، وكذا لو أسره، أو قطع يديه أو رجليه.
وفي كتاب “الاختيار لتعليل المختار” في صفحة 366 تحت عنوان “أحكام المرتد” يقول الكتاب: “وإذا ارتد المسلم يُحبس ويعرض عليه الإسلام، وتُكشف شُبهته، فإن أسلم وإلا قُتل، فإن قتله قاتل قبل العرض لا شيء عليه ويزول ملكه عن أمواله زوالا مراعى، فإن أسلم عادت إلى حالها”.
وفي صفحة 340 يقول: “أما الأسارى، أي الأسرى، فيمشون إلى دار الإسلام، فإن عجزوا قتل الإمام الرجال وترك النساء والصبيان في أرض مضيعة حتى يموتوا جوعا وعطشا، لأننا لا نقتلهم للنهى”. وفي كتاب “الاختيار لتعليل المختار”، يقول الباحث إن الكتاب نبه المسلمين في البلاد التي يفتحونها بعدم قتل الحيات والعقارب وذلك حتى يكثر نسلها فيكثر أذاها للكفار.
ويقول الباحث إن كتاب “الروض المربع بشرح زاد المستقنع” الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي الأزهري في صفحتي 90 و91 يقول “لا يلزم الزوج لزوجته دواء وأجرة طبيب إذا مرضت، لأن ذلك ليس من حاجتها الضرورية المعتادة، وكذا لا يلزمه ثمن طبيب وحناء وخضاب ونحوه، وإن أراد منها تزيينا أو قطع رائحة كريهة وأتى به لزمها”. وفي كتاب الاختيار لتعليل المختار” صفحة 171 يقول المؤلف: “ولا نفقة على من تم اغتصابها”.
ويعلّق ماهر قائلاً: “للأسف الأزهر ينقل عن غيره ولا يجدد ولا ينقح مناهجه وفيها ما يزين للطلاب كراهية الدنيا وتحريم الرفاهية فتأصيل فكر كراهية الدنيا إنما هو أحد أسباب تخلفنا الحضاري والعلمي ومن أهم أسباب تأصيل فكرة أن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائها بـ700عام إنما هو فكر لترسيخ الكسل وعدم السعي والمجاهدة لتحصيل الرزق وفكرة الفخر بالموت في سبيل الله جعلت من طلاب الأزهر الذين قتلوا المستشار هشام بركات أبطالا في نظر باقي المعجبين بهذه المناهج، بل لقد اعترف هؤلاء بكل الفخر بفعلتهم لعلنا نحكم عليهم بالإعدام حتى يلحقوا بما في أدمغتهم من وكر الملذات الذي سيلتقون فيه مع الحور العين التي وعدوهم بها”.
من جهته، رد الدكتور عباس عباس شومان، وكيل الأزهر، على ذلك بقوله إن “السهام تجاه الأزهر الشريف وجامعته العريقة زادت” بعد اتهام أربعة من طلاب الأزهر من بين 48 أعلن عن ضلوعهم في الحادث الإجرامي الذي قتل فيه المستشار هشام بركات “ومع تألمنا الشديد لاتهام بعض أبناء الأزهر بالضلوع في تنفيذ الحادث مهما كان عدد المنفذين والمخططين لأن أبناء الأزهر لا ينبغي اقترابهم مجرد اقتراب من هذه العمليات الإجرامية فضلا عن ضلوعهم فيها”، نافيا أن تكون مناهج الأزهر الدراسية وراء ذلك ومعتبراً أنها “بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب”، وذلك للأسباب التالية:
أولا: “لا تنحصر الاتهامات في طلاب الأزهر بل تشملهم وغيرهم من المتهمين ممن تخرج في الجامعات والمدارس والمعاهد المصرية وربما غير المصرية فإن كانت مناهج الأزهر هي التي دفعت الطلاب الأربعة للتورط في الجريمة حال ثبوت التهمة وإدانتهم، فهل هي التي دفعت بقية المتهمين من غير الأزهريين إلى التورط في الحادث؟ “.
ثانيا: “إن الباحث في تاريخ جماعات العنف والإرهاب على مدى تاريخ مصر والعالم لا يجد جماعة منها تخرجت في جامعة الأزهر، ولا يجد قائدا لجماعة منها ممن تخرجوا في جامعة الأزهر، وليس من بين من تولوا منصب المرشد في جماعة الإخوان مثلا أزهري واحد، وليس من بين القيادات المؤثرة في هذه الجماعات أحد من خريجي الأزهر”.
ثالثا: “إذا نظرنا إلى المتهمين الأربعة نجد من بينهم دارسا واحدا درس في كلية الدعوة بينما نجد الثلاثة الباقين لم يدرسوا في كليات الأزهر الأصيلة التي تتهم مناهجها بالإرهاب، والمقررات التي تدرس في كليات المتهمين وهي معهد تابع لكلية العلوم وكلية اللغات والترجمة هي مقررات علمية عملية أو لغات تدرس في كل جامعات مصر، وهذا يعد دليلا عكسيا على من يرمون مناهج الأزهر بهتانا وزورا، فمن يدرسون تلك المناهج ويتعمقون فيها في كليات الشريعة وأصول الدين والدراسات الإسلامية واللغة العربية لم يتهم من بينهم أحد بفضل الله وهو دليل قاطع على براءة مناهج الأزهر، وأنها المحصنة لفكر الدارسين وليس العكس”.
رابعا: “لو كانت مناهج الأزهر تعلم الإرهاب فلماذا لم يضرب الإرهاب أكثر من 100 دولة يتخرج الآلاف من أبنائها في كل عام في جامعة الأزهر؟ ولماذا لم تستقبل الجهات المسؤولة في مصر أو مشيخة الأزهر كل يوم آلاف الشكاوى أو حتى شكوى واحدة من هذه الدول من سلوك خريجي الأزهر حين يعودون خلال تلك العقود الطويلة التي تخرج الأجيال في هذه الدول تجاوزت عشرات الآلاف في إندونيسيا وماليزيا مثلا؟ ولماذا احتل أبناء الأزهر في الخارج أعلى المناصب في دولهم ومنها رئاسة الدولة ومن بينهم الرئيس العراقي الذي يزور مصر الآن وكامل حكومة سلطنة بروناي من سلطانها إلى وزير داخليتها وغير ذلك كثير؟”.
خامسا: “إذا كانت مناهج الأزهر هي سبب في الإرهاب فلماذا قال رئيس إندونيسيا لشيخ الأزهر إن خريجي الأزهر من أبناء إندونيسيا أسهموا بشكل كبير في نهضتها؟”.
سادسا: “هل فعل أحد ما فعله شيخ الأزهر حين خرج بكل شموخ وبلا تردد من جامعة القاهرة تاركا حفل تنصيب “مرسي” ليعلن للعالم أجمع أن الأزهر عصي على الإهانة أو التهميش أو التطويع لغير ما توطن عليه من تاريخ إنشائه قبل ألف عام وستين تقريبا؟ وهل يجهل أحد هذا الصمود الأسطوري لشيخ الأزهر وتصديه لمحاولات اختراق الأزهر من قبل الإخوان من أول يوم أتوا فيه إلى يوم سقوطهم”.
سابعا: “هل هذا الهجوم ضد الأزهر سيتوجه إلى بقية المؤسسات التي وجهت إلي بعض أبنائها نفس التهم في نفس القضية من قبل؟ وهل اتهام ضابط عمل بالجيش أو الداخلية في جريمة ما من الجرائم التي حدثت في الفترة الأخيرة أو ظهور ما يسمى قضاة من أجل مصر يعني اتهام تلك المؤسسات بالإرهاب وهي التي تقف له بالمرصاد مثلها مثل الأزهر؟”.