طالب باحث اجتماعي خليجي بضرورة إخضاع بعض كتّاب السيناريو للمسلسلات الخليجية إلى إرشاد نفسي يخلّصهم من أزماتهم النفسية التي تعرضوا لها، حتى يكونوا مؤهلين لتناول وطرح قضايا المجتمع.
واعتبر عميد الشؤون الأكاديمية والدراسات العليا في جامعة الكويت، الدكتور حمود القشعان، الدراما الخليجية غير المنضبطة بمعايير الدقة والموضوعية، أنها أخطر المؤثرات السلبية على استقرار المجتمع.
وقال: “ما تعرضه الدراما الخليجية من مشكلات في المجتمع كشذوذ الفتيات، والعلاقات المحرمة خارج إطار الزواج في المجتمع، وتخصيص مسلسل يتناول انشغال بعض الأسر بأعمال السحر والشعوذة، لا يمثل الواقع الصحيح، كما أن غزارة هذه النوعية من الطرح تشكل خطورة بالغة تكمن في جعل المتلقي يألف ومع مرور الوقت صور الانحراف والشذوذ من خلال تحلحل القيم”.
واعتبر القشعان المجتمعات التي ترتفع فيها معدلات انعدام الاستقرار الأسري تتكبد أعباء اقتصادية كبرى. وقال: “إن تخريب الممتلكات العامة في دول الخليج الست، والذي يصدر من أفراد يعانون عدم الاستقرار في المجتمع، يكبد اقتصاد الخليج خسائر تعادل 33% من ميزانيات وزارات التعليم في الدول الخليجية مجتمعة، كما أن التثقيف في مسائل الزواج يخفف العبء عن كاهل وزارات العدل في دول الخليج التي تنفق الكثير على قضايا الخلافات الأسرية”.
وطالب المتحدث بإيجاد برامج فاعلة تعنى بالاستقرار الأسري في الخليج، وتضمين المناهج الدراسية لرفع الوعي إزاء قضايا استقرار الفرد والأسرة حتى تخف الأعباء الاقتصادية عن دول الخليج، وحتى تسهم الأجيال في نهضة تنموية شاملة.
وألقى القشعان باللوم على الإعلام الخليجي بما فيه من إعلام فني “المسرح والمسلسلات” في تضخيم حوادث فردية شاذة وتعميمها على المجتمع، وقال: “الإعلام الخليجي لا يعكس واقع الأسرة الخليجية”، معللاً ذلك بأن الغالبية العظمى مما يرصد في وسائل الإعلام المحلية تعد مشكلات فردية.
واتهم الباحث الإعلام بتحويلها إلى ظواهر إعلامية مجتمعية، مشيراً إلى أن ما يظهر في الإعلام لا يصعب وجوده في الميدان.
ويشارك الباحث في علم الاجتماع، الدكتور حمود القشعان، ضمن مجموعة متحدثين خليجيين كالدكتور جاسم المطوع، ومستشار وزير النفط الكويتي الدكتور أيوب الأيوب، والدكتور ميسرة طاهر أستاذ الصحة النفسية في جامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور عبدالله الفوزان الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود، والذين سيشاركون ضمن ملتقى “نرعاك” لمناقشة قضايا أمن واستقرار المجتمع.
أهمية ملتقى “نرعاك”
من جهته، أوضح مدير مركز سلطان للعلوم والتقنية “سايتك”، الدكتور حسن الأحمدي أن ملتقى “نرعاك” والذي يُعد الأول من نوعه خليجياً، وينظمه المركز بالشراكة مع “سبكيم”، يضم العديد من الأهداف النابعة من حاجة المجتمع إلى حماية أفراده من الانحراف والجريمة، ومواجهة أسباب نشوء المشكلات الأسرية.
واعتبر الأحمدي العلاقة المباشرة بين استقرار المجتمع والنهضة التنموية الشاملة هي الدافع وراء إقامة هذا الملتقى الذي تبدأ فعالياته في الخامس من مارس وتستمر ثلاثة أيام، يخطط لأن يكون انطلاقة لملتقى سنوي يقام في المنطقة.
ومن المتوقع حسب الأحمدي، أن يسهم الملتقى في الحراك الفكري والثقافي بغية رفع مستوى التوعية في المجتمع السعودي، من خلال القضايا المجتمعية التي سيتم طرحها ومناقشتها كقضايا التفكك الأسري، والحاجة إلى التوعية في مسائل الزواج، والمعرفة المسبقة قبل اختيار شريك الحياة.
ويشهد الملتقى محاضرة بعنوان “كيف نبني جيلاً فاشلاً” يقدمها الدكتور خليفة السويدي من الإمارات، فيما يقدم الأستاذ المشارك في قسم علم النفس بجامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح إحصاءات حول الجريمة في السعودية، كما يتناول موضوعات تتعلق بالجريمة وانحراف الأبناء وعلاقة الآباء في تسهيل وقوع أبنائهم في الجريمة، إضافة إلى الطرق الصحيحة التي تجعل الآباء يحمون أبناءهم من الوقوع فيها.