اختلفت المصادر التاريخية في مكان كهف أهل الكهف، فذكر بعض الباحثين مواقع عديدة وجميعها لا ترجح المكان ولا تثبته في بقعة ما حتى وقتنا الراهن. والناس في اليمن عرفت حكايات حول الكهف، وقيل انه يقع في منطقة السعدي “يافع بني قاصد”.
ويسمى كهف سنم الموجود في الحاز الجنوبي لجبل سنم ويقف الى الجنوب منه، جبل جار ويفصل بينهما واد ضيق يعرف بوادي الرفد الذي ينحدر شرقا بين تسنمات جبلية تذهب الى وادي الخضراء فوادي سلب الشهير المذكور في جزيرة العرب، وعبر طريق الوافد من عدن للوصول الى الكهف ومن إلى لحج الحبيلين وأخيرا الرفد “القبور السبعة”.
ويطرح المحقق والباحث اليمني فضل الجثام، مفارقات عديدة وكثيرة في دراسة عميقة من خلال زيارة ميدانية استخلص منها، ان ذلك الكهف قد يكون وجوده في يافع على الأرجح أكثر صحة، مما ذكر في الأردن وتركيا وسلطنة عمان وغيرها من الكهوف التي لا ينطبق شأنها بنصوص القرآن، مع ما ورد عن الإخباريين بذلك الشأن ويمكن الرجوع الى كتابه في تاريخ الشرق الأدنى وسيره في التاريخ القديم وهنا ملخص لبعض ما ورد: الكهف عبارة عن مدخل طبيعي بين جبلين ليس بالمغارة المظلمة أو المفتوحة على ضوء، ويتسع لإيواء السبعة الفارين من الملك دقيانوس.
وهو كالفم المفتوح نحو الجنوب الغربي، حيث يتسق في وضعه مع قوله تعالى: «وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه»..
وذلك دليل على ان باب الكهف كان نحو الشمال وانه تعالى أخبر ان الشمس اذا دخلته عند طلوعها “تزاور” عنه ذات اليمين، أي تميل ويتقلص الفيء وكلما ارتفعت في الافق يتناقص شعاعها بارتفاعها حتى لا يبقى منه شيء عند النزول في مثل ذلك المكان”، واذا غربت تقرضهم ذات الشمال أي تدخل إليهم من شمال بابه، وهم من ناحية الشرق. وذلك يدل على صحة ما ذكر.
وقال تعالى: «قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً» وهناك مسجد يعرف لدى الأهالي بمسجد السبعة، ويبعد 50 مترا وسقفه مقبب، يتكون من تسع قباب، بينما توجد القبور السبعة خارج المسجد.
أهل الكهف
وادعى بعض الذين زاروا الكهف وجود أسماء لمواقع حول الكهف واسماء الفتية والملك آنذاك، إلا انها تكاد تكون بعيدة عن اللغة المتعارفة أو المتداولة، ولبعد الموقع وصعوبة طرقه لم يكلفهم البحث والكشف عن مدلولاته، غير ان اللغة التي جاءت بها تلك الأخبار حميرية مئة بالمئة.
ودقيانوس الملك الذي في عهده حدثت القصة، لا تزال ذكراه ماثلة في الأذهان ويتردد صداها من خلال المعاملات والتي ترجع كل قديم الى عهد دقيانوس ودقة يانوس قريبة من الكهف. والرقيم، هم بنو رقيم حيث هاجروا الى حضرموت واستقروا هناك. ورخمة هي منطقة يستغرق الوصول منها الى الكهف نحو ساعتين مشيا على الأقدام. ومدينة أهل الكهف وردت لها اسماء عدة منها: دفسوس وطرطس وأفسوس، ويستنتج ان مدينة فلسان القريبة من الكهف هي المطابقة لاسم أفسوس.
ومطابقات أسماء أهل الكهف وفق ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب “رضي الله عنه” كما ورد عن ابن إسحاق هي كالتالي: تمليخا، مكسلمينا، محسلينا، مرطليوس، كشوش، سانيوس. وتختلف تلك الأسماء عند كثير من الإخباريين بعض الشيء بينما تماثلها في مناطق قريبة من الكهف كالتالي: كلسام، منترعبوس، كسا دطوس “كساد طسه”، دي يموس، قالوش “قرمش”، دلعوس، تعواس، آل مشوشي، قادس، تي الشرافس، دخلص. وقال الحسن البصري كان اسم كبش إبراهيم عليه السلام جرير، وهدهد سليمان عليه السلام عنفز، وكلب أصحاب الكهف قطمير، وعجل بني اسرائيل يهموت. وقد يحدث اختلاط مع بعض الروايات فنرى اسم الكلب عنفز وتي عمرز هي تلة صغيرة مقابل الكهف.