اجتاحت الدماء شوارع العاصمة البنغالية دكا قبيل أيام قليلة، في أول أيام عيد الأضحى، أما السبب فلا يعود إلى كثرة الأضاحي، بل لأن دماء الأضاحي امتزجت مع الأمطار التي شهدتها دكا.
ولعل هذا المشهد شكل مفاجأة لسكان العاصمة الذين اعتادوا معاناة المشاكل من سوء الصرف الصحي، إلا أن الفيضانات هذه المرة ترافقت مع العيد.
وظهر هذا المشهد المرعب بعد ذبح الآلاف من الخراف والماعز والأبقار، بحسب ما أفادت وكالة “د ب أ”.
وأعلنت السلطات في دكا أنها جهزت مئات من المواقع المخصصة لذبح الأضاحي استعداداً للاحتفال بالعيد، لتيسير عملية التنظيف والتخلص من الدماء وبقايا الحيوانات.
إلا أن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن معظم السكان لم يلتزموا بالأماكن المخصصة للذبح، مفضلين التضحية في مرائبهم أو في الشوارع خارج منازلهم، وهو ما أسفر عن اختلاط الدم بالماء الذي ملأ شوارع دكا وأزقتها الضيقة صباح الثلاثاء.
“كنت خائفاً من المنظر”
ذبح الحيوانات العشوائي وعدم سيطرة سلطات المدينة على عمليات ذبح الأضاحي أثار انتقادات بعض الأهالي، وقال آتيش ساها (فنان يقيم في دكا) بعد غرق الشوارع بالمياه المختلطة بالدماء: “شعرت وكأنه يوم القيامة”.
وأضاف معلقاً على عدم التنظيم والرأفة بالحيوانات: “في الحقيقة كنت خائفاً. كان مشهداً عنيفاً ما كان ينبغي له أن يحصل بهذا الشكل”، وأشار إلى أن الأهالي لم يراعوا وجود الأطفال والعائلات في هذه الاحتفالية الخاصة، الأمر الذي أثار ذهول العديدين، وفي اليوم التالي اصطبغت الطرق الترابية والإسفلتية بلون أحمر بعد أن انحسرت المياه تقريباً بحلول الصباح.