في لبنان منذ شهرين شائعات شعبية تستهدف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وملخصها أن ابنه تزوج قبل شهرين من ابنة مهاجر شيعي في البرازيل، وهي ليست المشكلة الرئيسية، بل ربما ذرة منها، لأن الرئيسية كما أشاعوا هي أن الزواج لم يكن دينيا على سنة الله ورسوله، بل مدنيا عند قاض في سان باولو، وهو ما دفع “العربية.نت” للسفر عبر الهاتف إلى كبرى مدن البرازيل للتأكد.
الشائعات عن زواج “مدني” بين محمد راغب قباني وهنادي كامل عباس، لها رنة خاصة إذا صحت، لأنه سبق للمفتي أن أصدر فتوى اعتبر فيها قبل عام “أن كل من يوافق من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية على تشريع وتقنين الزواج المدني، ولو اختياريا، هو مرتد وخارج عن دين الإسلام ولا يغسل ولا يكفّن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين” لذلك وجدوها فرصة للترويج بأن ابنه بالذات تزوج مدنيا، وإلا فأين الدليل؟
وأمس الثلاثاء أوعز المفتي قباني لمكتبه الإعلامي بإصدار بيان اطلعت عليه “العربية.نت” في بعض الصحف اللبنانية، وفيه رد على “ما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام من دون التحقق، أن نجل مفتي الجمهورية تزوج زواجا مدنيا”. ثم أكد البيان أن نجل المفتي “عقد قرانا شرعيا في مسجد ومركز رابطة الشباب المسلم في البرازيل لضرورة حضور والد العروس ولي أمرها المقيم مع أسرته هناك (..) وما ينشر خلاف ذلك هو كذب وافتراء وتشويه للحقائق”.
قلة من العائلتين حضرت
واتصلت “العربية.نت” بالقيّمين على “رابطة الشباب المسلم في البرازيل” وهي شهيرة، مقرها من 4 طوابق بمنطقة “باري” المكتظة في سان باولو بمئات المؤسسات التجارية لمهاجرين لبنانيين، وفيها تشعر أنك في بيروت الحقيقية تماما، إلى درجة أنني حين أردت الحصول على رقم آخر للرابطة، بعد أن وجدت أن رقمها في موقعها الإلكتروني لا يرد، قلت لعاملة الهاتف أن تعطيني رقم أي جار لها في العنوان، فأعطتني رقما اتضح حين اتصلت بأنه للبناني يبيع اللحم الحلال، فحل المشكلة بثوان معدودات.
وفي الرابطة رد ناشط فيها، ألح بشدة ألّا أذكر اسمه لأسباب خاصة به، لا علاقة لها بزواج ابن المفتي، فذكر أنه حضر بنفسه توقيع عقد القران في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأن من عقده “هو الشيخ البرازيلي رودريغو” الذي اتصلت به “العربية.نت” أيضا.
وذكر الناشط أن عقد القران كان في صالون “مسجد صلاح الدين الأيوبي” المحتل طابقا في مقر الرابطة، وفي حضور شهود عدل وقعوا عليه، مع عدد قليل جدا “لا يتجاوز 10 أشخاص” من عائلتي العروسين: كامل عباس، والد العروس المتزوج من سيدة برازيلية، إضافة إلى اثنين من عائلتها وواحد من أقرباء العريس “قد يكون عمه” مع 3 آخرين إضافة للشهود، وذكر أن واحدا من أهل العروس “أخبرني أن عائلتها تقيم في الباراغواي” كما قال.
الشيخ “رودريغو” يتحدث
واتصلت “العربية.نت” برجل أعمال وإعلامي معا، يعرف معظم اللبنانيين في الباراغواي، خصوصا الشيعة منهم، وهو علي فرحات، المقيم هناك وفي البرازيل معا، والشريك المؤسس لموقع إخباري شهير بين اللبنانيين، هو Alhudud المتضمن أيضا قسما تلفزيونيا، فأخبر أنه لا يعرف أحدا من عائلة عباس في الباراغواي، وعبر عن اعتقاده بأن العائلة تقيم في البرازيل، والشيء نفسه قاله المغترب محمد بركات، وهو عضو المجلس البلدي لمدينة “فوز دي ايغواسّو” عند حدود البرازيل مع الباراغواي.
أما عاقد القران، الشيخ رودريغو، فذكر حين اتصلت به “العربية.نت” أن اسمه الكامل هو رودريغو أوليفيرا، واعتنق الإسلام قبل 13 سنة، أمضى منها 6 بالسعودية، ثم عاد إلى البرازيل متحدثا العربية بطلاقة، وبها وبالبرتغالية معا يلقي خطبة الجمعة أحيانا، وله في “يوتيوب” عشرات الفيديوات، منها بعنوان As Armadilhas do Satanás (مكائد الشيطان) لمن يرغب بسماعه ملقيا الخطبة باللغتينوراجع الشيخ رودريغو عقد الزواج وتفاصيله حين كانت “العربية.نت” تتحدث إليه، فذكر تاريخه واسمي العروسين: محمد راغب قباني وهنادي كامل عباس، إضافة للشهود، ثم تذكر أنه سمع بوجود شكوك وشائعات في لبنان ولغط وبلبلة حول هذا الزواج، فاستغرب وقال إنه كان بإمكان الحيارى أن يتحققوا بقليل من الجهد بدلا من هدر طاقاتهم في الشك المتعب وإطلاق الشائعات.