أصدر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة نجران، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات قيام أحد الأشخاص بمحافظة شرورة بقتل أفراد أسرته بدءا من زوجته وثلاثة أبناء وبنت أكبرهم 11 عاما، وأصغرهم عامان موجها بالبدء في التحقيقات لمعرفة الأسباب والدوافع التي أدت إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة.
وسأل سموه الله أن يتغمد ضحايا هذه الجريمة بواسع رحمته، وتقوم الجهات الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات للوقوف على ملابسات القضية من جميع جوانبها سعيا للوصول إلى معرفة دوافعها.
ووفقا لصحيفة عكاظ أكدت مصاد بأن تصديق أقوال القاتل في محكمة شرورة رغم عدم وجود ثلاثة قضاة، يأتي تحسبا لأي طارئ أو حادث مروري قد يؤدي إلى وفاته وهو في الطريق إلى نجران لتصديق أقواله شرعا من قبل ثلاثة قضاة في المحكمة الشرعية بمنطقة نجران، وأشارت المصادر إلى أنه لا يوجد حاليا على رأس العمل في محكمة شرورة سوى قاضيين، وأن القاضي الثالث يتمتع بإجازة.
كما أكد القاتل في محكمة شرورة بأنه غير نادم على قتل زوجته وأبنائه، الأمر الذي أثار حفيظة واشمئزاز مجتمع المحافظة جراء هذا السلوك الإجرامي.
وأكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة نجران النقيب عبدالله العشوي، أنه في تمام الساعة العاشرة من مساء أمس الأول حضر لمركز شرطة شرورة شخص من حملة المشاهد في شرورة في العقد الثالث من العمر، مبلغا عن إقدامه على قتل زوجته وأولاده عند الساعة 12 ظهرا، وبالانتقال إلى منزله اتضح فعلا قيامه بقتل زوجته وأولاده الأربعة نحرا بآلة حادة (سكين)، مبينا أن أكبر أولاده يبلغ من العمر 11 عاما وأصغرهم طفلة عمرها عامان، وقال إنه تم التعامل مع الحالة وأودعت الجثامين ثلاجة الموتى في مستشفى شرورة العام لحين الانتهاء من إجراءات التحقيق.
وكان الأب الذي صدقت أقواله شرعا أمس في المحكمة الشرعية بمحافظة شرورة، وشاهده عدد من المراجعين أثناء دخوله وخروجه من مقر المحكمة، قد أقدم على قتل زوجته وأطفاله الأربعة بحي صوعان في محافظة شرورة شرقي منطقة نجران أمس الأول، حيث بدأ جريمته بطعن زوجته وفصل رأسها عن جسدها، ثم اتبعها بذبح أطفاله الأربعة، بينهم (عبدالله) من زوجته المطلقة بعد أن أخذه عصر أمس الأول من بيت أهل طليقته، وذهب به إلى منزله ليلحقه بإخوانه الثلاثة، حيث أكد الناطق الإعلامي لصحة نجران محسن الربيعان بأن مستشفى شرورة العام استقبل خمس حالات متوفاة في تمام الساعة 11.30 مساء أمس الأول وهي لامرأة تبلغ من العمر 26 عاما وأربعة أبناء؛ ثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما، وطفلة تبلغ من العمر عامين، مبينا أن الجهات الأمنية تولت القضية برمتها.
وتشير المعلومات، إلى أن الأب القاتل والذي يحمل مشهدا بطلب الجنسية السعودية، كان مخططا للإجهاز على جميع أفراد أسرته، حيث ذهب إلى أهل زوجته، وأقنعهم بضرورة اصطحاب ابنه عبدالله معه إلى منزله بحجة أن لديه ضيوفا في منزله، ويرغب في أن يشاركه هذه المناسبة فما كان منهم إلا الموافقة، ووعدهم بأنه سيشتري له كامل احتياجاته المدرسية، إلا أنه ضمه إلى ضحايا جريمته النكراء، وأوضح عدد من المقربين أن الطفل عبدالله يعيش مع أهل زوجته وقضى أيام العيد في كنفهم.
من جهته نفى مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة نجران الشيخ الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني، بأن يكون قاتل أسرته في محافظة شرورة من منسوبي الوزارة، مشيرا إلى أن القاتل ليس سعوديا، ولا يزال يحمل تصريحا لطلب الجنسية، وأوضح في رد على سؤال للصحيفة أن القاتل اعتلى منبر جامع أحمد بن حنبل في حي العزيزية بشرورة قبل ست سنوات وبيده مصحف، إلا أنه تم إنزاله من على المنبر قبل خطبة الجمعة ولم يتلفظ بكلمة واحدة، وسلم حينها للجهات المختصة.
وأكد الشيخ عبدالله بن مزروع أحد مشايخ محافظة شرورة، بأن الجريمة النكراء التي أقدم عليها قاتل زوجته وأبنائه (3 أولاد وبنت)، لا تمثل بأي حال من الأحوال مجتمع شرورة بشكل خاص والمجتمع السعودي بشكل عام، وقال والعبرة تخنقه: «أقسم بالله أنني وأفراد أسرتي لم ننم ليلة الحادثة، ودخلنا في موجة من البكاء، شفقة ورحمة على المتوفين الذين لا ذنب لهم»، واستنكر بن مزروع هذه الجريمة مهما كانت المبررات والدوافع وراء ارتكابها، محملا أهالي القاتل المسؤولية، وقال «كان يجب عليهم إشعار الجهات الأمنية بأي تغيرات على تصرفاته إن كان ذلك صحيحا، وأن يؤمنوا حياة زوجته وأولاده الذين قتلوا دون ذنب اقترفوه إلا أنهم كانوا تحت سيطرة أب تخلى عن قيمه الإسلامية»، مشيرا بن مزروع إلى أن مثل هذه التصرفات دخيلة على مجتمعنا، الأمر الذي يدعونا إلى حماية الأبرياء من الأطفال والنساء من أمثال هذا القاتل، وأوضح بأن مجتمع شرورة مصدوم من هول الفاجعة التي هزت المجتمع بأكمله والذي لم يجد غير الاستنكار والشجب بعد أن ذهبت الأرواح البريئة نتيجة إهمال في التعامل مع أب لا يخاف الله.
وفي ذات السياق استبعد استشاري الطب النفسي الدكتور عبدالحميد بن عبدالله الحبيب، أن قاتل أسرته مصاب بأي مرض نفسي، مؤكدا بأن مثل هذه الجرائم تقع تحت تأثير المخدرات، وقال الدكتور الحبيب: «غالبا ما تكون الجرائم التي يصاحبها عنف مرتبطة بالمخدرات أكثر من المرض النفسي»، مشيرا إلى أن المريض النفسي لا يتصرف بعنف مستندا على دراسات علمية وبعض الحالات التي اطلع عليها في المملكة وحتى التي تنشر عالميا.
وأضاف الدكتور الحبيب، بأن المشكلة الكبرى تكمن في غياب الآلية التي تلزم المريض النفسي بعدم الانقطاع عن مراجعة المستشفى، وتناول الأدوية التي تصرف له من قبل الأطباء، معتبرا ذلك تراخيا في معالجة الاشياء في بدايتها مما يؤدي إلى حدوث إنتكاسة خطيرة للحالات المراد علاجها.
وقال الدكتور الحبيب إنه يفترض عند اكتشاف تغيير في سلوكيات الشخص من قبل زوجته أو أبنائه أو أي من عائلته بأن لا يتأخروا في طلب الاستشارة والمساعدة، أو حتى التبليغ عنه لدى الجهات المختصة إذا كان يشكل خطورة على نفسه أو الآخرين. ويعتبر حي صوعان بمحافظة شرورة واحدا من الأحياء التي لا زالت تعاني من العشوائية، حيث يقع في الجهة الشمالية من محافظة شرورة وهو من الأحياء القديمة جدا، ويبدو عليه الإهمال الذي يتضح من خلال كثرة المنازل المهجورة والمتهالكة الآيلة للسقوط داخل الحي والتي تشكل خطراً على مجاوريها، كون بعضها قد يتحول إلى ملجأ لضعاف النفوس ومرتع لارتكاب الجرائم وإخفاء المسروقات في ظل عدم وجود رقابة عليها من مالكيها، وطالب أهالي الحي بضرورة معالجة الاختلالات التي يعاني منها، والوقوف على طلبات الأهالي المتمثلة في إعادة ترتيب الحي وإزالة المباني العشوائية، وتوفير الخدمات الضرورية المتمثلة في شبكة المياه والصرف الصحي وغيرها.
من جهة أخرى وبحسب الزميلة صحيفة الوطن السعودية بدأت تفاصيل الحادثة التي هزت محافظة شرورة، عندما استيقظ الجاني ويدعى (صالح) ويبلغ 33 عاما صباح أول من أمس، بينما زوجته وأبناؤه الثلاثة نائمون، ليأخذ سكينا ويذبحهم واحدا تلو الآخر، وذلك قبل صلاة الظهر. وبدأ الجاني تنفيذ جريمته بالزوجة البالغة 25 عاما، فنحرها دون أن تهتز فيه أي مشاعر، ثم سحبها إلى مطبخ المنزل وغطى جثتها بشرشف، ووضع على جبهتها مصحفاً صغيرا. ولم تتسلل الرحمة إلى قلب الأب عندما أيقظ أطفاله واحدا تلو الآخر بغرض ذبحهم بالسكين، فكان الدور هذه المرة على “فهد” (5 أعوام) ليجهز عليه بالسكين ثم “محمد” ويبلغ 4 سنوات ثم “ريم” وتبلغ فقط عامين.
إصرار الجاني على ذبح أبنائه كلهم دفعه للبحث عن الابن الأكبر ويدعى عبدالله ويبلغ 11 عاما، وهو من زوجته الأخرى ويسكن في بيت جده لأمه، فذهب بعد صلاة العصر إلى أهل زوجته الأولى فطلب منهم أن يحضروا ابنه له، فحضر وذهب به إلى البيت، وبعد أن دخل باغته بأن طرحه أرضا ونحر رقبته بدم بارد ليلحقه بإخوته الثلاثة وعمته.
و ما إن فرغ من تجميعهم بجوار بعضهم قام بتغطيتهم ببطانية، ثم خرج من البيت، وعاد له مراراً وتكراراً حتى قرر في الساعة العاشرة ليلا أن يسلم نفسه للجهات الأمنية، فتوجه برفقة أحد أقاربه إلى مركز شرطة المحافظة وسلم نفسه لهم، قائلاً إنه قتل زوجته وأبناءه الأربعة، وعلى الفور أمر مدير شرطة شرورة العقيد هادي علي آل دويس بالتحفظ على الجاني والتوجه برفقة قريبه إلى البيت للوقوف على الجريمة.
شقيق الجاني: القاتل بكامل قواه العقلية
من جهته، قال “قحطان” وهو شقيق الأب القاتل: إن الجريمة مصيبة حلت بنا، فلم التق بشقيقي منذ ثلاثة أيام ولم أتوقع أن يكون هناك أمر غير طبيعي يحدث في منزله، حتى علمت أن الشرطة حضرت إلى منزله، فلما ذهبت إلى هناك منعوني من دخول المنزل ولم يخبروني بأي شيء، حتى ذهبت إلى مركز الشرطة وهناك علمت بالمصيبة. وحول ما إذا كان القاتل يعاني أمراضا نفسية مزمنة، ذكر أن شقيقه لم يكن يعاني من أي مرض، بل هو في كامل قواه العقلية، وإنما كان يعاني الفقر والحاجة، فهو لا يعمل ولا يملك من حطام الدنيا سوى سيارة متهالكة.
على الأغلب سكنه عفريت …………………الجزائر