أثار تمثال بعنوان “الحياة الحقيقية في برمنغهام”، نصب أمام مكتبة برمنغهام البريطانية، جدلاً واسعاً بسبب عدم وجود عنصر الأب/الرجل فيها، تساءل البعض عن سبب تهميش الرجال بصورة متزايدة في الثقافة السائدة حالياً.
ويتعلق الجدل بتمثال لامرأتين، إحداهما حامل، تمسكان بيدي ولديهما، ويمثل قصة شقيقتين حقيقيتين هما الوالدتان العزباوان إيما جونز (27 عاماً) وشقيقتها روما، والولدان كيان (4 أعوام) وشايين (5 أعوام).
واحتجاجاً على غياب صورة الأب في التمثال، قام المصور بوبي سميث بالتقاط صورة له وهو يغطي على إحدى المرأتين، ووضع صورتين لوجهي ابنتيه إيلي (7 سنوات) ومولي (10 سنوات) على وجهي الولدين، وألقى بملاءة على المرأة الثانية.
وقال سميث: “لا يوجد أي خطأ بشأن الأمهات العزباوات، لكن هذا التمثال يقول إن شخصاً واحداً يمكنه القيام بالأمرين معاً، وأعتقد أن الأبناء يكونون أفضل بوجود الأبوين في حياتهما”.
ورداً على سميث، قالت الفنانة جيليان ويرينغ، التي صنعت التمثال، إن الأسرة الصغيرة أو النووية تعتبر أمراً واقعاً، ولكنها جزء من أسر أخرى، وهذا العمل يحتفي بفكرة أن “ما يشكل الأسرة يجب ألا يكون أمراً ثابتاً”.
ويقول الكاتب نيل ليندون، في صحيفة “تليغراف”، إن استبعاد الرجل كان دائماً القوة المحركة لفكرة “نصرة المرأة” أو “الأنثوية المعاصرة”، وترجع إلى أصولها القديمة.
ويعتبر بعض أنصار المرأة من النساء أنه لا حاجة حقيقية للرجل، وأن الرجل أكثر إثارة للمشكلات والاضطراب مما يستحقون، كما أنهم يسيئون للأطفال ويستغلونهم.
وأشار الكاتب إلى أن تغييب صورة الرجل باتت أمراً واضحاً في حياتنا الثقافية الحالية، وأنه يسود في قصص الأطفال والمسلسلات التلفزيونية والإعلانات التجارية والصحف وغيرهاً.
وأضاف معلقاً أن التمثال ربما كان سيكون “عملاً فنياً رائعاً” لو أنه احتوى على رجل أعزب يعتني وحده بأبنائه ، مشيراً إلى أن هذا “هو حال أكثر من 400 ألف رجل في بريطانيا”.