عندما صعد مصور وكالة “فرانس برس” آريس ميسيني إلى سطح قارب إنقاذ المهاجرين “أسترال” الثلاثاء الماضي شاهد ما لم يبصره من قبل، وما لن يراه حتى في المستقبل من فرط بشاعته.
وبدأ الأمر بصوت إنذار على شاشة رادار رصد أهدافا على بعد 12 ميلا من سواحل ليبيا. وما إن اقترب المنقذون حتى صدموا بقوارب خشبية وألواح مكتظة باللاجئين بالأحياء والغرقى في مشهد يعود بالبشرية إلى زمن تجارة العبيد.
مئات من المهاجرين الأفارقة كانوا مكدسين على متن قوارب متجهة إلى إيطاليا. وأكثر من 12 لاجئا لقوا حتفهم على أحد القوارب من جراء الاختناق بسبب التكدس الهائل. وعلى قوارب أخرى، كانت جثث الضحايا مكومة على قاع القارب، ولم يكن هناك مفر أمام فرق الإنقاذ إلا السير عليها من أجل إنقاذ الباقين.
والثلاثاء الماضي، عثرت فرق الإنقاذ على قارب “أسترال” على مئات اللاجئين الأفارقة القادمين من إريتريا والصومال ونيجيريا ودول إفريقية أخرى من جنوب الصحراء، وهم جزء من موجة لجوء شملت أكثر من 11 ألفا أنقذتهم فرق المساعدة وحرس السواحل الإيطالي خلال الأسبوع الحالي فقط.
حين وصلت “أسترال” إلى هدفها، وجدت مهاجرين على متن قارب خشبي كبير يبلغ عددهم حوالي ألف شخص، أي أكثر بحوالي 5 مرات من طاقة القارب، واستبدت ببعضهم حالات انهيار دفعتهم إلى القفز للمياه طلبا للنجاة من الجحيم على السطح، رغم أن أعدادا منهم لم تكن تجيد السباحة، وأخفقت حتى في الوصول إلى أطواق النجاة التي قذفتها فرق الإنقاذ.
وقال المصور الذي سجل تلك المشاهد في حديث لصحيفة “نيويورك تايمز”، الخميس، إن المهاجرين أصابتهم حالة رعب، وكان بينهم أطفال رضع.
وأفاد المصور أنه على متن أحد القوارب التي كانت تقل 150 مهاجرا، عثرت فرق الإنقاذ على 29 جثة: 10 رجال و19 امرأة، وأن المهاجرين أكدوا أن الضحايا لفظوا أنفاسهم خلال ساعات الليل.
وأضاف أن فرق الإنقاذ كانت تتعامل مع الأحياء أولا، ثم تضع الموتى في حقائب بلاستيكية وتنقلهم خارج السفينة على متن نقالات.
وأكد مسؤولون عن الهجرة وجماعات أوروبية تعمل في الإنقاذ أن مسار الهجرة عبر البحر المتوسط هو الأكثر دموية.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، جويل ميلمان، إن فرق الإنقاذ على متن “أسترال” انتشلت الاثنين والثلاثاء الماضيين جثث أكثر من 38 مهاجرا.
ويغطي ميسيني (39 عاما) الصراع في ليبيا وسوريا، ويصور تفاصيل أزمة اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا منذ 3 سنوات. وأوضح أنه كثيرا ما كان يضع كاميرته جانبا لمساعدة الضحايا.
وشدد على أن ما شاهده على قوارب اللاجئين عبر البحر المتوسط يعيد إلى الذاكرة مشهد السفن التي كانت تحمل العبيد من إفريقيا إلى أميركا عبر المحيط الأطلسي خلال القرن التاسع عشر.
وعن ما شاهده من موت على قوارب اللاجئين في المتوسط، قال ميسيني: “رأيت موتا كثيرا، ولكن ليس مثل هذا، إنه صادم، ويجعلك تشعر أنك في عالم غير متحضر”.
لا حول ولا قوة الا بالله صور تدمي القلوب
هاي مايا.فعلا ماساة صراع من اجل الحياه وبالنهاية البحر غدرهم اله يكون بعونهم اين الانسانية يارؤساء العالم