سي ان ان — مازالت طقوس وعادات المصريين بشهر رمضان كما هي لم تتغير على الرغم من أحداث سياسية واقتصادية وأمنية مؤثرة منذ عام 2011، وذلك فيما يتعلق بالروحانيات والذهاب للمساجد، ووضع الزينة وشراء الفوانيس، وهي طقوس يحرص عليها المصريون منذ العهد الفاطمي.
وفي جولة لـ سي ان ان بشوارع القاهرة وبعض المحال والأسواق، أكد البعض تفاؤله بالشهر الكريم هذا العام، بانخفاض مستوى العنف بالشارع مقارنة بالعام الماضي، وانجاز استحقاقين من خارطة المستقبل، ذلك على الرغم من استباق الشهر الكريم بتفجيرات بمحطات المترو و 6 من اكتوبر، فضلا عن ارتفاع أسعار الياميش وبعض السلع الاساسية.
وقال عامل يدعى فتحي إن: “رمضان صعب على الفقراء، فهناك من لا يجد قوت يومه، فضلا عن ارتفاع أسعار الياميش، وهناك من يلجأ لحيل حتى يستطيع بيع بضاعته بوضع اسم السيسي وصفيناز على ياميش رمضان وبسعر باهظ الثمن”، يجدر بالذكر بأن كلمة “ياميش” ترمز لمستلزمات رمضان مثل الجوز وقمر الدين والبلح والزبيب وجوز الهند.
وأضاف: “أنا مش إخوان ولا فلول ولا مع السيسي، ولا يمكنني أن أتوقع ماذا سيحدث في المستقبل كما لا أصدق إعلان بعض رجال الأعمال بالتبرع بنصف ثرواتهم لمصر حيث لم أر شيئاً بعيني.”
وقالت نرمين كمال التي تعمل بأحد شركات القطاع العام، إنها تتمنى أن يكون رمضان أكثر استقرارا وأماناً، حيث توجد حالة “ملل” من كثرة التظاهرات والتي كانت طاغية على مدار الثلاث سنوات السابقة، مضيفة بأن وجود موائد الرحمن وانتشارها في الشوارع قد بدأ، وكثيرا من الجوامع استعدت.
وأشارت كمال في الوقت ذاته إلى ارتفاع سعر الياميش، كما بلغ سعر لفة “القمر الدين” ما بين 40 و45 جنيهاً، بعد أن كان سعره 28 جنيهاً العام الماضي على حد قولها.
وقالت ربة منزل تدعى هدى حسنى: إن: “طقوس رمضان كما هي سواء في الروحانيات أو بزيارة الأهل والأصدقاء أو وضع الزينة، ولكن الأسعار كانت مرتفعة بعض الشيء فيما يخص الياميش والمكسرات وبعض السلع الأخرى”.
وأضافت أن أكثر المأكولات إقبالا لدى المصريين بأول أيام رمضان ” المحشي والبط والإوز والحمام فضلا عن القطايف والكنافة.”
وطالب ماجد سمير، الذي يعمل مهندساً، من الحكومة “ألا تفسد رمضان بقطع الكهرباء، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ولكن بالنسبة لأجواء رمضان فإنه يعتقد بأن عادات المصريين مازالت كما هي، بكثافة الشراء والاستهلاك والذهاب إلى المساجد والخيام الرمضانية، ووضع الزينة وشراء الفوانيس.”
وقال عمرو مجدي، طالب بكلية حاسبات ومعلومات: “تختلف العادات من شخص لآخر، فهناك من يفضل “الانتخه” امام التلفزيون لمشاهدة المسلسلات وبرامج المقالب، وهناك من يذهب إلى صلاة التراويح، وآخرون يخرجون إلى الخيم الرمضانية حتى موعد السحور”.
وأضاف مجدي بقوله: “إن إنفاق المصريين بالشهر الكريم يفوق دخلهم بكثير، حتى في أحلك الظروف الاقتصادية، ولكن نريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها.”
أما بائع فوانيس بشارع باب الخلق بمنطقة الحسين فعبر عن تفاؤله برمضان هذا العام بعد تولى السيسي رئاسة البلاد، مضيفا بأن “الإحساس بالأمان هو مبعث التفاؤل،” حيث بدأت تزيد الحركة في الحسين والغورية وخان الخليلي، على حد قوله.
وأشار إلى حالة رواج غير طبيعية في بيع الفوانيس، فهناك كميات وأشكال كثير نفذت، مقارنة بالعام الماضي، الذي أعقب ثورة 30 يونيو/حزيران حيث اتجه التجار إلى بيع الأعلام.
وأضاف بائع الفوانيس بقوله إن: “الكثيرين يقبلون على أشكال الشخصيات الكرتونية للفوانيس، والتي يبدأ سعرها بـ 40 جنيه، فضلا عن فانوس السيسي الذي يصل سعره من 90 إلى 120 جنيهاً، وفوانيس “الكبير اوي”ـ لأحمد مكي، وشخصيات “بن تن” و”باتمان” و”سوبر مان” و”سنو وايت” و”سبايدر مان” و”سبونج بوب” و”فانوس الجيش” الذي يغنى تسلم الايادي”.
وقال محمد حسن يدير أحد المطاعم الشهيرة بالحسين: “الأمور بدأت تتحسن مقارنة بالعام الماضي حيث ظهرت البشائر في شهر شعبان.”
وأضاف بأن المصريين يفضلون الكباب والكفتة ولحم النيفا (لحم بقري يحوي جزءاً بسيطاً من الدهون) ولحم الحمام، وأن سعر الوجبة للفرد الواحد يتراوح ما بين 90 الى 95 جنيهاً.