توقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع وفد كبير في السعودية لتقديم التعزية بالعاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله، ولكن جانبا واحدا في الإجراءات البروتوكولية لفت أنظار المتابعين، وهو المصافحة بين العاهل السعودي الجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبين السيدة الأمريكية الأولى ميشال أوباما.
التقاليد الإسلامية تمنع عادة المصافحة بين الرجال والنساء الذين لا يمتون إلى بعضهم بصلات قرابة مباشرة، ولكن تلك القاعدة لا تُطبق بتشدد في الحالات الدبلوماسية عندما يقوم وفد دولي بزيارة العاصمة السعودية.
وقد أوضح البيت الأبيض أن العديد من الشخصيات الدبلوماسية الدولية، بينها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزيرات الخارجية الأمريكية السابقة، وتحديدا هيلاري كلينتون ومادلين أولبرايت وكوندوليزا رايس، كلهن سبق لهن زيارة المملكة ومصافحة أعضاء من العائلة المالكة.
ويقول مختصون إسلاميون إن هناك جانبا ثانيا يجب الاهتمام به في قضية استقبال الوفود الأجنبية وهو حسن الضيافة، إذ عندما يقوم ضيف بزيارة بيت المسلم فيجب على الأخير معاملته بحفاوة وإكرامه وكأنه أحد أفراد عائلته.
ولفت صحفيون كانوا على متن طائرة الرئيس أوباما إلى أن السيدة الأولى حرصت على البقاء متأخرة قليلا عن زوجها خلال الاستقبال الرسمي في المطار، ولم تبادر بنفسها إلى مد اليد للمستقبلين بل انتظرت مبادرتهم إلى ذلك، وبحال امتنع المستقبل عن مد يده فإنها كانت تتبادل معه الابتسامات وانحناءات الرأس.
يذكر أن ميشال أوباما كانت قد عانت في السابق من مشاكل في طريقة تطبيقها للبروتوكولات الرسمية، فخلال زيارتها إلى بريطانيا عام 2009 قامت بمعانقة الملكة إليزابيث، علما أن البروتوكول يحظر لمس الملكة، رغم أن الأخيرة ردت بسرعة عبر معانقة أوباما لترفع الإحراج عن الضيفة.
أما الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فقد كان له بدوره حصة من المشاكل البروتوكولية، إذ دار جدل حول انحنائه أمام العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله، في مؤتمر عام 2009، كما كرر الموقف نفسه أمام إمبراطور اليابان، علما أن مصادر البيت الأبيض ردت بالقول إن الانحناء جاء بسبب فارق الطول بين الرئيس والزعيمين.