في الوقت الذي يُنظر إلى حيوانات الغوريلا على أنها ملوك الغابة، وبرغم كل ما لديها من قوة هائلة، فإنها تشتهر بخوفها الغريزي من الماء وعدم قدرتها على السباحة، ولكن يبدو أن ثمة استثناء لهذه القاعدة.
في حديقة حيوان بريستول الواقعة جنوب غرب إنجلترا، قرّر غوريلا شجاع الاستحمام في الخندق المصمم لمنعه من الهروب من حظيرته، وبعد أن غمس أصابع قدمه بحذر، وتأكد أن الماء ضحلا كفاية، بدأ الحيوان الشاب المليء بالشقاوة التصفيق فرحا لتشجيع نفسه، واللهو برش الماء.
بالصدفة كانت المصورة سو ديميتريو (44 عاما) حاضرة آنذاك، ونجحت في التقاط تلك اللحظة النادرة التي تعلّق عليها قائلة: “استمعت للعديد من الأحاديث بشأن هذه الحيوانات، وأعرف أنها لا تستطيع السباحة، لم أصدق ما كنت أشاهده؛ الخندق حول جزيرة الغوريلا لمنعها من الفرار، إلا أنه بدأ اختبار عمق المياه ومن ثم الجلوس واللعب فيه.. لقد أصابتني الدهشة بالفعل”.
المعروف جيدا أن الغوريلا يخشى المياه، ويمكنه أن يغرق في البرك الضحلة التي لا يتجاوز فيها منسوب الماء ارتفاع الصدر، وعادة ما تقسم تلك الحيوانات وقتها بين الراحة والأكل، والتنقّل في أرجاء حظيرتها، ولكن من الواضح أن الغوريلا المغامر أراد أن يفعل شيئا غير عادي، ويتحدى سلوك الغوريلا الطبيعي، وأخذ حمام لطيف يساعده على الاسترخاء.
تقول ديميتريو: “تلك هي المرة الأولى التي أرى شيئا مثل هذا في حياتي، وعندما سألت آخرين اعتادوا زيارة الغوريلا لسنوات، أكّدوا أنهم لم يروا غوريلا تستحم في الماء أبدا”.
ويجمع الخبراء على أن الغوريلا لا يمكنها السباحة في البراري، غير أنها في بعض الأحيان تستخدم الأنهار كخطوط تقسيم للأراضي في مواطنها الطبيعية بالغابات الاستوائية أو شبه الاستوائية في إفريقيا.
في عام 2006، غرقت غوريلا في حديقة حيوان جاكسونفيل، بولاية فلوريدا، في الخندق المحيط بحظيرتها عندما طاردتها غوريلا أخرى إلى هناك.
وتعيش غوريلا الجبال في “غابات السحاب” حول براكين فيرونجا بين رواندا وأوغندا، في حين تعيش غوريلا الأراضي المنخفضة في الغابات والمستنقعات في بلدان إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.