على مدار الساعة، يتواجد 1245 عاملاً من ورش تنظيف الحرم المكي الشريف لخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يطوفون بالبيت العتيق، يومياً، فيما يزداد عدد العمال إلى 1715 عاملاً بزيادة 470 عاملاً خلال المواسم، و210 عاملات، و131 عاملة في فترة المواسم رمضان والحج ليصبح 341 عاملة نظافة، ينفذون جميعاً الخطط الميدانية لآلية عمل النظافة في مواقع المسجد الحرام.
لكن ماذا يستخدم هؤلاء في عمليات تنظيف الحرم؟
يتم تطييب المسجد الحرام بـ 200 غالون من ماء الورد، إذ يعمد عدد من الموظفين إلى حمل أجهزة حديثة مملوءة بماء الورد، ويتم تطييب المشايات والأروقة. كما تبخر جنبات المسجد الحرام ست مباخر بين المغرب والعشاء من خلال عود فاخر، ويعمد مسؤولو الحرم إلى تطييب الشاذروان وكسوة الكعبة والحجر الأسود خمس مرات يومياً، وذلك خلال الصلوات الخمس، من خلال موظفين مخصصين يعملون على ورديات، فمنهم من يقوم بتطييب ثوب الكعبة، ومنهم من يقوم بتطييب الشاذوران، ومنهم من يقوم بتطييب جدار الكعبة والحجر الأسود.
ماذا عن الكعبة؟
تتم مرحلة تجهيزات غسل “الكعبة” قبل يوم من الموعد المحدد له، حيث يتم تجهيز خلطة الغسل من ماء زمام وخلطه مع الورد الطائفي والعود الفاخر، وتجهيز مناشف يحملها من يقومون بالغسل لمسح جدران الكعبة، وبعد أن يخرج الضيوف من جوف الكعبة، تغسل أرضيتها المكسوة بالرخام.
ويتم غسل جدار الكعبة من الداخل بـ 45 لتراً من ماء زمزم، و50 تولة من الورد الطائفي والعود الكمبودي الفاخر، باستخدام قطع قماش مبللة بماء زمزم الممزوج بدهن الورد. وبعد الانتهاء من مراسم الغسل التي تستمر من ساعة إلى ساعة ونصف، يطوف أمير منطقة مكة المكرمة بالكعبة الشريفة.
فيما يتعلق بغسل الكعبة والأدوات المستخدمة فيه سنوياً، تجهز رئاسة الحرمين كافة متعلقات الغسل من ماء زمزم وماء الورد، وأنواع الطيب من عود وعنبر، إضافة إلى الأدوات والوسائل التي تتم الاستعانة بها في غسل الكعبة، كالمساحات والأواني المستخدمة من مباخر ومغارف وغيرها مما يستعان به على إتمام الغسل بالشكل اللائق بطهارة المكان وقدسيته.
ترشيد استهلاك المياه
تقارير إدارة النظافة بالمسجد الحرام، أشارت إلى أن نظافة كامل المسجد الحرام تتم خلال مدة قدرها 45 دقيقة، في مساحة تبلغ 550 مليون متر مربع هي مساحة المسجد الحرام، في حين أن المطاف يغسل بطريقة احترافية في مدة تقدر بنحو 20 دقيقة، وسط كثافة بشرية هائلة.
وبحسب مسؤولي النظافة في المسجد الحرام، فإن مراعاة الترشيد في استهلاك المياه يدخل في حسبان من يضع الخطة اليومية، إذ توضح تقارير الإدارة أنه ومن خلال غسل المطاف والمواقع الأخرى، فإنه يستخدم 400 لتر ماء فقط لغسل موقع مساحته تقارب 5 آلاف متر مربع، أي إن اللتر الواحد يغسل 12.5 متر مربع.
صديقة للبيئة
واستبدلت الشركة التي تتولى عمليات تنظيف المسجدين الحرام والنبوي المنظفات الكيمياوية بالمنظفات العضوية الطبيعية الآمنة، التي أثبتت فعالية في حمايتها للإنسان والمكان، إضافة إلى كونها صديقة للبيئة، وتهتم بمجال النظافة على أن تكون البداية بمنظفات النحاسيات والسجاد ودورات المياه.
المواد الطبيعية التي ستستخدم لأول مرة في الحرمين المكي والنبوي مستخرجة من البكتيريا النافعة كالموجودة في مصادر طبيعية كالنباتات والألبان وتمر بعدة مراحل لإنتاج أنزيمات طبيعية.
وتتميز هذه البكتيريا بأنشطة طبيعية تساعد في عملية التنظيف بمعالجتها وتفكيكها للأوساخ كالغبار والبكتيريا الضارة والدم والبول، وتستمر المعالجة لفترة تصل إلى 14 يوما، ومن ثم تتحول البكتيريا والأوساخ المعالجة إلى أشياء طبيعية غير ضارة ومتحللة بيئيا لفترة زمنية قصيرة. وتقوم البكتيريا بمعالجة الروائح الكريهة وتفكك الأوساخ وتحللها بطريقة طبيعية، وتقتل البكتيريا الضارة، كما أنها لا تسبب تهيجات للعين والجلد. وفيما يخص الفرش، يتم يوميا غسل ما يزيد على 150 سجادة في أكبر مغسلة سجاد في مكة المكرمة.
أربع ورديات
تقوم عملية النظافة اليومية على أربع ورديات، وعدد من الفرق مثل فرقة لتنظيف الأعمدة والحيطان والأسقف والقبب، وفرقة لتنظيف أرضيات المشربيات ودهنها بالزيت، وفرقة لتنظيف السلالم الكهربائية، وفرقة متخصصة بتنظيف الدرج، وفرقة متخصصة لتنظيف النحاسيات، وفرقة تنظيف مجاري تصريف السيول والأمطار في الساحات الخارجية للمسجد الحرام، وفرقة تنظيف الحيطان والنوافذ الخارجية وأماكن تجمع طيور الحمام، وفرقة متخصصة بتنظيف دورات المياه.
ويتم تقسيم المسجد الحرام إلى عدة مواقع ومربعات، وفق خرائط مخصصة لتغطيتها، ولتأدية الخدمات اللازمة والطارئة على مدار الساعة، وأيضا تقسيم الحرم بأدواره المختلفة إلى مواقع رئيسة ومواقع فرعية، ويتم توزيع العمالة على هذه المواقع، ويتم الإشراف على المهام اليومية التي تقوم بها مجموعة بن لادن السعودية لمتابعة أعمال النظافة والفرش لمشروع النظافة وخدمات المسجد الحرام.
ويقوم رئيس الوردية بتوزيع المراقبين والمشرفين على مواقع الحرم والساحات الخارجية ودورات المياه المحيطة بالمسجد الحرام وبالإشراف على سير العمل لمشروع النظافة والخدمات، وإعداد التقارير اليومية للإدارة، حول الإشراف على الخطة المقدمة من المقاول على أرض الواقع والتأكد من صحة ما جاء فيها من معلومات وتسجيل الملاحظات يوميا في قاعدة البيانات.
ومن المهام رئيس الوردية الإشراف على الصيانة الشاملة على مكائن الغسل، ومتابعة إخراج العفش الزائد من داخل المسجد الحرام إلى المواقع المحدد لها بواسطة عدد من أفراد شرطة الحرم ويعد محضر متفق عليه من قبل الجهات المختصة، ومتابعة غسل جميع مواقع الحرم في الداخل، والإشراف والمتابعة على تأمين أدوات ومواد النظافة من مطهرات ومعطرات، والإشراف على تجهيز منبر الجمعة والتأكد من سلامته ومتابعة قيادته من قبل الفنيين في الإدارة حتى المكان المخصص له، ومتابعة نقل المخلفات من داخل الحرم الى المواقع المحدد، والإشراف على فرش وكنس السجاد، والإشراف على نزول سجادة الإمام لجميع الفروض مع توفير وجدات تلطيف الهواء، والإشراف على عملية غسل ونظافة الساحات المحيطة بالحرم، والإشراف على نظافة العناصر المعمارية، وتلميع النحاسيات مثل (مقام إبراهيم، والأباليك، ودواليب المصاحف، والإستانليس تيل) والتأكد من سلامة وجاهزية عربات الطوارئ المتواجدة في الساحات والدورات الإشراف على نظافة وغسل دورات المياه (القشاشية، السوق الصغير)، والتأكد من سلامة وجاهزية عربات الطوارئ المتواجدة في الساحات والدورات.
ويبلغ عدد الآليات والمعدات 301 تمثل مكائن الغسل والرافعات والمكانس الكهربائية ومكائن شفط المياه وسيارات الجولف وعربات الغسل ونقل المخلفات وغيرها.
مخلفات المعتمرين
وأوضح القائمون على إدارة شؤون الحرم المكي، أن ما يخلفه المعتمرون من نفايات تصل وقت الذروة إلى 300 طن في اليوم الواحد، وإلى 100 طن خلال الأيام العادية، والسر في بقاء المكان نظيفاً يعود إلى عملية إدارة التنظيف، وطريقة أداء عاملي النظافة وأسلوب عملهم.
ما شاء الله اللهم عجًل لكُل من احب زيارت هذا المكان ما شاء الله