(CNN) — تعبق رائحة الكافيين القوية في كافة أرجاء المكان، تتسلل الرائحة إلى أنفك، تتمدد في عروقك، فتصيبك بشعور نادر من الانتعاش اللذيذ حتى قبل تذوقها.
هنا تأخذك “الساحرة السمراء” من يدك، رائحة حبيبات بنها المحمص تفوح من الدلال النحاسية. لبرهة، تظن أنك في الصحراء قديماً، تستقبلك قبيلة عربية بأسلوب ضيافة أصيل يتجلى بتقديم القهوة.
في إحدى الزوايا، وضعت “الكوار” أي صينية القهوة وأدواتها القديمة، وهي ميزة البيت الإماراتي، الذي اشتهر بصناعة القهوة يدوياً على الجمر بواسطة أدوات قديمة، لتخرج القهوة برائحة البن المطعم بالهيل والزعفران. وفوقها، وضع “المحماس” وهو عبارة عن قطعة طويلة من الحديد أو النحاس، صنعت لتقليب القهوة وتحميصها، وبجانبه “الهاون” الذي كان يستخدم قديماً في طحن القهوة. ولصب القهوة هناك الفناجين العربية التقليدية، فضلا عن وجود طبق من ثمار التمر المجفف.
وتحتضن دبي مجدداً الدورة الخامسة لـ”مهرجان القهوة والشاي العالمي 2013″ الذي بدأ الأربعاء، ويستمر حتى السبت، في “ميدان أي ماكس”، تأكيداً على مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كسوق عالمية رائدة للقهوة والشاي، ومنصة مثالية للشركات العاملة في القطاع، خصوصاً أنها حققت أعلى معدلات استهلاك القهوة والشاي في المنطقة.
ويتخلّل المهرجان عرض أحدث المنتجات والخدمات في مجال إنتاج وتخزين وتوزيع القهوة والشاي، بالإضافةً إلى آخر الإتجاهات والتطورات في عالم التكنولوجيا، ومعدات وتجهيزات المقاهي في منطقة الشرق الأوسط.
وتتربع أدوات صنع “الإسبريسو” على رأس المعرض، حيث يوجد آلات عدة لصنع القهوة. وهنا احتلت جميع البلدان التي تتميز بصنع القهوة ومن بينها سيريلانكا، وايطاليا، وأثيوبيا، وايران، وروسيا زوايا صغيرة لعرض منتوجاتها في المعرض.
وتعتبر الإمارات يمثابة مركز القهوة الإقليمي، إذ يوجد ما يزيد عن أربعة آلاف من المقاهي المتخصّصة في تقديم القهوة والشاي، الأمر الذي يضع سوق المقاهي في مصاف أبرز القطاعات المربحة محلياً بقيمة 300 مليون درهم إماراتي سنوياً.
ويعد شرب الشاي من أبرز سمات الحضارة العربية الأصيلة ومن التقاليد المتأصّلة التي تلقى شعبية كبيرة بين أوساط المقيمين والزوار في دولة الإمارات. وارتفع سعر الشاي في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الضعف خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في ضوء إرتفاع معدلات الإستهلاك، حتى أصبح المشروب الثاني الأكثر شعبيةً واستهلاكاً في الإمارات بعد الماء.
ومع إرتفاع معدلات إستهلاك الشاي وإحتمال إرتفاع نسبة مشتريات القهوة 70 بالمائة بحلول العام المقبل، برزت دولة الإمارات كإحدى أهم أسواق القهوة والشاي في المنطقة.
ويستقبل المهرجان نخبة من أبرز المتخصّصين واللاعبين الرئيسين ضمن صناعة القهوة والشاي لعرض أحدث منتجاتهم وخدماتهم من أدوات صناعة القهوة والشاي، ومعدات التحميص، وإعداد الإسبريسو، وأدوات التقديم والمائدة، ومعدات المطابخ والتخزين، إضافةً إلى ديكورات وتصميمات المقاهي.
ويأتي هذا الحدث السنوي ليواكب احتياجات ومتطلبات المستهلكين والمورّدين على السواء، حيث يتضمن العديد من البرامج والأنشطة المتعلّقة بالقطاع، بما في ذلك الدورة الخامسة من “بطولة الإمارات الوطنية للباريستا” والدورة الثانية من “البطولة الوطنية لفن إعداد القهوة بالحليب”.
وقال المنسق العام لـ”مهرجانات القهوة العالمية” في الإمارات ريان غودينهو، إن “فكرة المهرجان جاءت لتستكمل الجهود الرامية إلى دعم نمو سوق المشروبات الساخنة في دول الخليج العربي ودولة الإمارات خصوصاً.”
وعلّق مدير شركة “إيسترمن أند كو” خالد الملا، على مساهمة الحدث في تعزيز صناعة القهوة في المنطقة، قائلاً: “باعتبارنا من الشركات المتخصّصة في صناعة القهوة والشاي، نحن نرى إمكانيات كبيرة للنمو والتطوّر في هذا القطاع على المستوى الإقليمي.”
وكشف الملا عن أنه سيتم تشييد مشروع متحف للقهوة خلال الأشهر القليلة المقبلة في دبي.
ويذكر أن العالم العربي شهد نمواً هائلاً في مستويات استهلاك القهوة والشاي بمعدل ثلاثة أضعاف على مدى العقد الماضي، في الوقت الذي برزت فيه دولة الإمارات كدافع رئيسي لعجلة هذا النمو المطّرد مسجلةً ارتفاعاً بنسبة 85 في المائة في حجم الاستهلاك خلال السنوات الثلاث الأخيرة.وأفادت التقديرات أن الإمارات تحقق نمواً بمعدل 80 في المائة في حجم مبيعات القهوة خلال الفترة بين العامين 2009 و2014، وهو ما يجعل منها سوق القهوة الأسرع نمواً في العالم من حيث الحجم.
الله على وصف القهوة حبيبة قلبي في القسم الأول من الموضوع
على فنجان يجي لعندي لحالو ):