افتتح الرئيس باراك أوباما الخميس متحفا في مدينة نيويورك يخلد ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، بعد ثلاث سنوات من التأخير والجدل والمشاكل المالية.

وحضر مراسم الافتتاح حاكم نيويورك أندرو كوومو وحاكم نيوجرزي كريس كريستي ورئيس بلدية نيويورك السابق عند وقوع الاعتداءات رودي جولياني.

وقال أوباما “إن الذين فقدوا حياتهم في هجمات سبتمبر لا يزالون يعيشون بداخلنا”، مضيفا “إننا نروي قصتهم حتى لا تنسى الأجيال القادمة أبدا ما حدث”.

ووصف الرئيس الأميركي المتحف بأنه موقع “للشفاء والأمل”، و قال “إنه لشرف لنا أن نرافقكم في ذكرياتكم وأن نتذكر ونكرم (الضحايا)، لكن قبل أي شيء، أن نستذكر الروح الحقيقية لذكرى 11 سبتمبر وهي الحب والتعاطف والتضحية، وأن ندخلها إلى الأبد في قلب البلد”.

تقرير مراسل “راديو سوا” في نيويورك أمير بيباوي يرصد أبرز ما ورد في كلمة أوباما: ويقع المتحف، الذي يفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور الأربعاء المقبل، بين حوضي النصب التذكاري الذي افتتح في 11 أيلول/سبتمبر 2011 في موقع الهجمات في جنوب مانهاتن، والذي زاره منذ ذلك الحين أكثر من 12 مليون شخص.

جولة في المتحف

ويتألف المتحف من سبعة طوابق تحت الأرض تبلغ مساحتها 10210 أمتار مربعة، لكن لا يمكن رؤية سوى طابق واحد من المتحف من الخارج، ويبدو متواضعا مقارنة مع ناطحات السحاب التي تحيط به.

ويمكن للزوار أن يسيروا في المكان الذي كان يوما من الأيام موقعا لبرجي مركز التجارة العالمي، والقيام برحلة عاطفية تعيد إلى الذاكرة المأساة التي غيرت الحياة في الولايات المتحدة وأدت إلى إطلاق الحرب على الإرهاب.

ومن أعلى الطوابق السبعة المقامة تحت الأرض، يمكن للزوار النظر إلى الداخل ومشاهدة قطع ضخمة من جدار بني لحماية المبنى من فيضانات نهر هدسون.

وفي بداية المعروضات خارطة تفصل مسار الطائرات المخطوفة التي نفذت العملية الانتحارية قبل نحو 13 عاما.

وتظهر صورة للبرجين سماء زرقاء صافية قبل الهجمات، بينما تسمع أصوات من غرفة قاتمة تعبر عن الصدمة والرعب. وبعد ذلك تقود الطريق الزوار تدريجيا إلى الداخل.

ويظهر عمود حديدي ضخم هو آخر ما تم انتشاله من موقع الهجمات في أيار/مايو 2002، إضافة إلى ادراج من شارع مجاور استخدمه المئات من الناس للفرار من موقع الهجوم.

ويستغرق الوصول إلى قاع المتحف وقتا طويلا، ويضم معروضات وقاعة ضخمة تظهر آثار أسس أحد البرجين. وقال كارل كيربس أحد مهندسي المشروع “يأتي الزوار حاملين ذكرياتهم، وأردنا أن يكون الأمر تدريجيا”.
ويسعى المتحف لأن يروي قصة صعبة للغاية، وفي الوقت نفسه تكريم نحو ثلاثة آلاف شخص قتلوا في الهجمات. ويسعى أيضا إلى توعية أجيال المستقبل بما حدث.

والمعرض الأول “في ذكراهم”، مخصص لتكريم 2977 شخصا فقدوا حياتهم في هجمات 11 أيلول/سبتمبر، إضافة إلى ستة ضحايا تفجيرات سابقة لمركز التجارة العالمي عام 1993. أما المعرض الثاني “التاريخ” فإنه يغوص أعمق في الهجمات ويحلل خلفيتها ويتفحص تبعاتها التي تزال ماثلة حتى اليوم.

ويضم معرض “التاريخ”، الذي يدرج الأحداث بحسب ترتيبها الزمني، العديد من الصور للبرجين وهما مشتعلان، وسكان نيويورك وقد أصابتهم الصدمة، ولقطات فيديو من التغطية التلفزيونية الإخبارية، إضافة إلى عناوين الصحف.

ويصرخ رجل إطفاء في شريط فيديو “ارسل كل شيء لديك” بينما يعرض شريط آخر إطفائيا شابا يستعد لصعود أحد البرجين.

ويستطيع الزوار، الذين يحظر عليهم التقاط الصور، سماع تسجيلات لآخر رسائل هاتفية من ضحايا البرجين الذين علقوا في المبنيين إلى عائلاتهم. وسيتمكن الزوار أيضا من الاستماع إلى تسجيلات صوتية تجعلهم يعيشون اللحظات الأخيرة لركاب الطائرة التي تحطمت في حقل في بنسلفانيا قبل تحطمها. ووردت 37 مكالمة من الطائرة قبل تحطمها.

ويسمع صوت مضيفة الطيران سيسي روس-ليلز تقول في مكالمة لزوجها “حبيبي، استمع جيدا. لقد تم خطف الطائرة. أخبر أطفالي أنني أحبهم كثيرا”.

أما عربة الإطفاء ذات السلم الملتوي فإنها تذكر بتضحيات 343 إطفائي قتلوا في الحريق والحطام الذي رافق انهيار البرجين.

 

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *