وصل بسيارة بعد ظهر الخميس، وتأمل من نافذتها بطفلة تلعب عند مدخل بيت في بلدة ريفية، وحين تأكد بأنها ابنته التي كانت ستبدأ العام الثامن من عمرها في 23 سبتمبر الجاري، شهر مسدسه وأطلق عليها رصاصتين، تلاهما بثالثة في رأسه، وارتمى منتحراً عند باب السيارة، منتقماً ممن حقنته بالعقد وبالعذاب لسنوات، وهي بريطانية تخلت عنه وانفردت بابنتها منه لنفسها، وارتدت عن الإسلام الذي اعتنقته يوم تزوجها قبل 9 سنوات.
خبر ما ارتكبه المصري علي الرميس، البالغ عمره 46 سنة، بارز اليوم السبت في وسائل الإعلام البريطانية، بعد أن توفيت الطفلة عصر أمس الجمعة بمستشفى لندني نقلوها دامية إليه. مع ذلك لم تعثر “العربية.نت” على صورة له، ولا وجدتها في أي وسيلة إعلامية، ولا الشرطة وزعت واحدة له أيضاً، سوى لجثته وعليها غطاء أبيض، برغم وجود صورة باسم Yasser Alromisse لمن يرغب برؤيتها في الإنترنت، لكن لا دليل بأنها للقاتل القتيل، مع أنها التقطت في مقاطعة بريطانية حدثت فيها الجريمة.
وكان الرميس تزوج في 2005 من ليندسي شيبستون، التي تصغره بثلاثة أعوام، واعتنقت الإسلام ذلك العام في مدينة ليفربول، حيث عقد قرانه عليها طبقاً للشريعة، وفي 2006 أبصرت النور ابنته الوحيدة، إلا أن خلافات غامضة دبت بين الزوجين فيما بعد، ولم تجد “العربية.نت” تفاصيل عنها في الصحف، ولا في ما بثته شرطة مقاطعة “شرق ساسكس” بموقعها الإلكتروني عن جريمة قتل الرميس لابنته في بلدة “نورثيام” البعيدة 96 كيلومتراً عن لندن، والموصوفة بأنها من أكثر بلدات المقاطعة سكينة وهدوءاً.
حدد الخميس موعداً لتنفيذ قراره الدموي
وتسبب الخلاف بين الزوجين بانفصالهما من دون طلاق رسمي، لكن يبدو أن الرميس كان يمعن في إزعاج زوجته ومضايقتها لمطالبته بحضانة ابنته وسط ممانعة الأم التي غافلته وغادرت “نورثيام” لتمضي عامين بدءاً من 2009 في مدينة “برايتون” الساحلية بالجنوب أيضاً، هي وابنتها وابن لها من زواج سابق، اسمه ستيفن وعمره 21 سنة الآن، فاحتقن الرميس بالحقد والغيظ أكثر، وراح يبحث عنها هنا وهناك من دون طائل دائماً، حتى علم في 2011 بعودتها إلى البلدة، وعلم أيضاً ما حقنه بعداء قاتل.
اكتشف أن زوجته، المنفصلة عنه، عادت إلى ديانتها الأولى وقامت بتغيير اسم ابنته مما كان عليه يوم ولادتها، أي من مريم ياسر الرميس إلى ماري شيبستون، فشمّر عن ساعديه لوضع حد نهائي لمأساته، مضى قبل أيام من الجريمة يراقبها، إلى أن حدد الخميس موعداً لتنفيذ قرار دموي اتخذه بحق الزوجة التي كانت تظن أنه لا يعرف مكان إقامتها.
أوقف سيارته مقابل مدخل البيت المقيمة فيه، وبقي ينتظر داخلها حتى رآها تعود بصحبة ابنته من مدرستها، وحين عبرت العتبة إلى البيت التفتت وراءها لتنظر ابنتها تلعب عند الباب، وفي تلك اللحظة بالذات لمحته يفتح باب السيارة وبيده مسدس.. عرفته وصعقت من هول ما رأت، فصرخت: “إنه يشهر سلاحه”، لكن الرميس الذي ألمت الشرطة بما فعل من الأم ومن الجيران، قطع عليها فرصة إكمال التحذير، فسدد للطفلة الصغيرة رصاصتين، وانتحر بثالثة حاسمة في الرأس أردته للحال.