أ ف ب – شارك الآلاف فى تشييع جثمان الشاعر سميح القاسم فى بلدة الرامة فى الجليل الأعلى الخميس فى مسيرة رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وتخللتها قراءة لأشعاره، سجى جثمان سميح القاسم فى بيت الشعب وغطى صدره الورد الجورى الأحمر وأغصان الزيتون، وارتدت النسوة الأسود وغطاء الرأس الأبيض وحملن أغصان الزيتون، وهن يندبن الشاعر بقولهن “كتبوا أوراق النعى وفرقوها على البلاد..”، وارتدى الشبان سترات كتب عليها “منتصب القامة أمشى.. مرفوع الهامة أمشى”.
ولم تتمالك زوجته نوال نفسها عندما حملوا النعش وكادت أن تقع أرضا، وردد الجميع وهم يبكون “مع السلامة مع السلامة..”، وخلف الكشافة الذين عزفوا دقات الحزن، سار الموكب المهيب وراء علم فلسطينى امتد لعشرة أمتار، على وقع كلمات قصيدة “سماء الأبجدية”، وتقدم المسيرة الرجال ومشايخ الدروز ورجال الدين المسيحى وأصدقاء الشاعر وأبناؤه وزوجته وأقرباؤه وقريباته وشخصيات سياسية وأعضاء الكنيست العرب.
وسجى الجثمان فى الملعب إلى حيث بدأت تصل الوفود القادمة من القدس المحتلة والضفة الغربية والنقب وكل المدن والبلدات العربية داخل إسرائيل، وكان بين المعزين رئيس الوزراء الفلسطينى السابق الدكتور سلام فياض.
وتقدم أعضاء وفد الجولان حاملين أعلاما سورية وفلسطينية وهتفوا “الجولان وسوريا نسيوها العرب.. تبقى سوريا تقول أرضك راجعة”، ورددت النساء “على دمشق الشام روحك راجعة حيوا وطنا سوريا بالقصيدة اللامعة”، وخلال العزاء صدحت قصيدة لسميح القاسم بصوته يصف فيها عزاءه ويشكر فيها “من قدم لتشييع جثمانى.. ولكل الذين اتاحوا لى رفعى على اكتافهم وأولئك الذين حملوا أكاليل الورود.. ماذا أقول؟؟.. وجاءوا لتكريم شخصى الضعيف لهذه الجنازة.. ألا عظم الله أجركم أجمعين”، وانطلقت كلمات القاسم بصوته: “قالوا ويوم تغادر روحى فضائى.. لشىء يسمونه الموت أرجو أن لا تفارق وجهى الابتسامة”.
وقالت قريبته أسماء فياض لفرانس برس “هو خسارة لكل العرب وليس للطائفة الدرزية”، وقال ابن اخته صالح ظاهر “موته للأسف يعتبر نهاية حقبة، فقد حارب الجاهلية والجهل، وكان إنسانا كبيرا”، وقام بتابينه عدد من الشخصيات الوطنية والدينية قبل ان يوارى الثرى على قطة أرض مرتفعة على جبل حيدر فى بلدة الرامة تشرف على جبال الجليل وعلى مدينة حيفا ورأس الناقورة، وسط قطعة أرض أكبر، قد تصبح حديقة فى المستقبل.
الله الله الشعب الفلسطيني وفي لمن كرس حياته لخدمة القضية نعزي أنفسنا بوفاة سميح القاسم
هذا اقل جزء مما يستحقه الشاعر المناضل سميح القاسم , ظل وفيا مخلصا لبلده والان الشعب يرد الوفاء له بوقوفهم وحزنهم على فراقه .
اكثر الناس لا يتصفون بقدرات عقلية كافية تمكنهم من الحكم الصواب، وانظروا الى حالهم في الواقع ، تجدون ان الاكثرية غوغاء لا تعرف الخير من الشر وترقص لكل قرد او عجل في دولته..واقروا عن الاكثرية في القرآن ..اي عن الايات التي تتحدث عن اكثر الناس… روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:”سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:”إنما الناس كالإبل المائة،لا تكاد تجد فيها راحلة”…فاذا كان هذا هو واقع الناس زمن الرسول صلي الله عليه وسلم.. فما هو الواقع الان!!ا
فقدت فلسطين شخص عزيز وغالي عليها يعد رحيل الشاعر سميح القاسم خسارة كبيرة لكن العزاء أنه ترك إرثا للأجيال القادمة بدواوينه وأشعاره التي تحفظ له الحق في التواجد والحياة والحضور رغم رحيل الجسد”.
الله يرحمه فعلا رحل جسده لكن كلامه واشعاره ستبقى محفورة في قلوبنا هكذا يكون الارث
الخسارة الحقيقية هي خسارة الاخرة …ولا ينفع من ماتوا على الكفر كل مال ومجد الدنيا ..وخروج الملايين في تشييع جنازتهم ….
الخَسَارَةُ الحَقِيقِيَّةُ التي مَا بَعدَهَا رِبحٌ، وَهِيَ المُصِيبَةُ العُظمَى وَالطَّامَّةُ الكُبرَى وَالكَسرُ الذي لا يُجبَرُ وَالجُرحُ الذي لا
يَبرَأُ، قال سُبحَانَهُ: ((قُلْ إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم يَومَ القِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الخُسرَانُ المُبِينُ)) ..
وان اعمال الكافر الدنيوية مهما بلغت من العظمة والبطولة والروعة لا قيمة لها في الاخرة هو قوله تعالى :” “مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء”’. وقوله:” وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
فقد قررت الايتان بصراحة، أن أعمال الكفار باطلة،وأنها لا شئ في الاخرة.
…………………
من اجمل قصائد سميح القاسم التي تحاكي واقع المقاومه
الله يرحمك سميح القاسم
………………………………….
قصيدة …..
للشاعر الفلسطيني سميح القاسم
تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ
ولا يستسلم
وتسقط الام على ابنائها القتلى
ولا تستسلم
تقدموا
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا اعماقنا
لن تهزموا اشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا
تقدموا
طريقكم ورائكم
وغدكم ورائكم
وبحركم ورائكم
وبركم ورائكم
ولم يزل امامنا
طريقنا
وغدنا
وبرنا
وبحرنا
وخيرنا
وشرنا
فما اللذي يدفعكم
من جثة لجثة
وكيف يستدرجكم
من لوثة للوثة
سفر الجنون المبهم
تقدمو
وراء كل حجر
كف
وخلف كل عشبة
حتف
وبعد كل جثة
فخ جميل محكم
وان نجت ساق
يظل ساعدومعصم
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدوا
تقدموا
حرامكم محلل
حلالكم محرم
تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم
وصوبوا بدقة لا ترحموا
وسددوا للرحم
ان نطفة من دمنا تضطرم
تقدموا كيف اشتهيتم
واقتلوا
قاتلكم مبرأ
قتيلنا متهم
ولم يزل رب الجنود قائما وساهرا
ولم يزل قاضي القضاة المجرم
تقدموا
تقدموا
لا تفتحوا مدرسة
لاتغلقوا سجنا
ولاتعتذروا
لا تحذروا
لاتفهموا
اولكم
آخركم
مؤمنكم
كافركم
ودائكم مستحكم
فاسترسلوا واستبسلوا
واندفعوا وارتفعوا
واصطدموا وارتطموا
لاخر الشوق اللذي ظل لكم
واخر الحبل اللذي ظل لكم
فكل شوق وله نهاية
وكل حبل وله نهاية
وشمسنا بداية البداية
لا تسمعوا
لا تفهموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
تقدموا
لا خوذة الجندي
لا هراوة الشرطي
لا غازكم المسيل للدموع
غزة تبكينا
لانها فينا
ضراوةالغائبفي حنينه الدامي للرجوع
تقدموا
من شارع لشارع
من منزل لمنزل
من جثة لجثة
تقدموا
يصيح كل حجرمغتصب
تصرخ كل ساحة من غضب
يضج كل عصب
الموت لا الركوع
موت ولا ركوع
تقدموا
تقدموا
ها هو قد تقدم المخيم
تقدم الجريح
والذبيح
والثاكل
والميتم
تقدمت حجارة المنازل
تقدمت بكارة السنابل
تقدم الرضع
والعجز
والارامل
تقدمت ابواب جنين ونابلس
اتت نوافذ القدس
صلاة الشمس
والبخور والتوابل
تقدمت تقاتل
تقدمت تقاتل
لا تسمعوا
لا تفهموا
تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم