الكل هنا في حي المهندسين يعرفُ صالونَ الحلاق الذى كَتبت عنه الصحفُ دوماً.
حلاقُ المشاهير، حلاقُ الرئيس، هكذا لقب محمود لبيب، واحدٌ من أشهر الحلاقين في مصر، فكان حلاقَ أبرزِ رموزِ الثقافةِ والفن وأيضا السياسة على مدى أكثر من نصفِ قرن، و كان حلاق الرئيسين السابقين، الراحل أنور السادات وحسني مبارك. لقاؤُه بالسادات جاء بعد إعجاب الأخير بحلاقته لنجل الرئيسِ الراحل جمال عبد الناصر.
وعلى الرغم من أنه كان ومازال حلاق مبارك ونجليه أيضا، إلا أنه اعتاد ألا يتحدث كثيرا ولا يبوح بأي أسرار لزبائنه، و يبدو أنه هكذا اكتسب ثقة الكبار، ويقول لبيب إنه يسمع فقط ولا يتطفل.
وحتى بعد تنحي مبارك كان يذهب إليه لبيب في المستشفى ولكنه لم يستطع، استخراج تصريح لدخول مستشفى سجن طرة عندما كان مبارك هناك.
أما في مجال الفن، فكان لبيب حلاق أغلب نجوم الأدب والفن وأيضاً الرياضة، مثل أنيس منصور، إحسان عبد القدوس، بليغ حمدي وعبدالحليم حافظ الذي ربطته صداقة قوية به. أما الأجيال الجديدة من الفنانين فلا يعرِف عنها الكثير.
ورفض لبيب أكثر من عرض للتمثيل في السينما، سوى مشهد في فيلم أيام السادات مع الراحل أحمد زكي، حيث قام بدوره الحقيقي كحلاقِ السادات.
كما رفض نصائحَ الجميعِ بالتوسع وفتح فروع أخرى أو الدخول في مجال التوكيلاتِ العالمية، واكتفى بهذا المحلِ الذى يعتبره مملكته الخاصة وفيها ذكرياته مع مشاهير مصر.